التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً
٦٨
يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً
٦٩
إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
٧٠
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً
٧١
-الفرقان

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (68) وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللهُ } اي حرّمها بمعنى حرّم قتلها { إِلاّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أثَامًا } جزاءَ اثم.
{ (69) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُد فِيهِ مُهَانًا } وقرء يضاعف بالرّفع وبحذف الألف والتّشديد مرفوعاً ومجزوماً ويتبعه يخلد في الرفع والجزم.
القمّي اثام واد من اودية جهنّم من صفر مذاب قدّامها حدّة في جهنّم يكون فيه من عبد غير الله ومن قتل النّفس التي حرّم الله ويكون فيه الزّناة ويضاعف لهم فيه العذاب.
{ (70) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا }.
في الأمالي عن الباقر عليه السلام انّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ { فأولئك يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ } فقال يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يوقف بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي يتولّى حسابه لا يطّلع على حسابه احداً من الناس فيعرفه ذنوبه حتّى اذا اقرّ بسيّئاته قال الله عزّ وجلّ للكتبة بدّلوها حسنات واظهروها للنّاس فيقول الناس حينئذ ما كان لهذا العبد سيّئة واحدة ثم يأمر الله به الى الجنّة فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا خاصّة.
وعن الرضا عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله حبّنا اهل البيت يكفّر الذّنوب ويضاعف الحسنات وانّ الله ليتحمّل من محبّينا اهل البيت ما عليهم من مظالم العباد إلاّ ما كان منهم على أضرار وظلم للمؤمنين فيقول للسيّئات كوني حسنات.
وفي العيون عنه عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله اذا كان يوم القيامة تجلّى الله عزّ وجلّ لعبده المؤمن فيقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً ثم يغفر له لا يطّلع الله على ذلك ملكاً مقرّباً ولا نبيّاً مرسلاً ويستر عليه ما يكره ان يقف عليه احد ثم يقول لسيّئاته كوني حسنات.
والقمّي عنه عليه السلام قال اذا كان يوم القيامة اوقف الله عزّ وجلّ المؤمن بين يديه وعرض عليه عمله فينظر في صحيفته فأوّل ما يرى سيّئاته فيتغيّر لذلك لونه وترتعد فرائصه ثم تعرض عليه حسناته فتفرح لذلك نفسه فيقول الله عزّ وجلّ بدّلوا سيّئاته حسنات وأظهروها للنّاس فيبدّل الله لهم فيقول الناس اما كان لهؤلاء سيّئة واحدة وهو قوله تعالى { يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } والأخبار في هذا المعنى كثيرة.
وفي حديث ابي اسحاق اللّيثي عن الباقر عليه السلام الذي ورد في طينة المؤمن وطينة الكافر ما معناه انّ الله سبحانه يأمر يوم القيامة بأن تؤخذ حسنات اعدائنا فتردّ على شيعتنا وتؤخذ سيّئات مُحِبِّينَا فتردّ على مبغضينا قال وهو قول الله تعالى { فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } يُبَدِّلُ الله سيئات شيعتنا حسنات ويبدّل الله حسنات أعدائنا سيئات.
وفي روضة الواعظين عن النبيّ صلى الله عليه وآله ما من جلس قوم يذكرون الله إلاّ نادى لهم مناد من السماء قوموا فقد بدّل الله سيّئاتكم حسنات.
{ (71) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ } يرجع إليه { مَتَابًا }.
القمّي يقول لا يعود إلى شيء من ذلك باخلاص ونيّة صادقة.