التفاسير

< >
عرض

فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ
١٥٧
فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
١٥٨
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٥٩
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلِينَ
١٦٠
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ
١٦١
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
١٦٢
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
١٦٣
وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٦٤
أَتَأْتُونَ ٱلذُّكْرَانَ مِنَ ٱلْعَالَمِينَ
١٦٥
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ
١٦٦
قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُخْرَجِينَ
١٦٧
قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ ٱلْقَالِينَ
١٦٨
رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ
١٦٩
فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ
١٧٠
إِلاَّ عَجُوزاً فِي ٱلْغَابِرِينَ
١٧١
ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ
١٧٢
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ
١٧٣
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
١٧٤
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٧٥
كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ ٱلْمُرْسَلِينَ
١٧٦
إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ
١٧٧
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
١٧٨
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
١٧٩
وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٨٠
أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ
١٨١
وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ
١٨٢
وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ
١٨٣
وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ
١٨٤
-الشعراء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (157) فَعَقَرُوهَا } اسند العقر الى كلّهم لأنّ عاقرها انّما عقر برضاهم ولذلك اخذوا جميعاً { فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ } على عقرها عند معاينة العذاب.
{ (158) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ } العذاب الموعود.
في نهج البلاغة انّما يجمع الناس الرّضا والسّخط وانّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لمّا عمّوه بالرضا فقال سبحانه { فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ } فما كان الاّ ان خارت ارضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ }
{ (159) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }
{ (160) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ }
{ (161) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلاَ تَتَّقُونَ }
{ (162) إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }
{ (163) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ }
{ (164) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }
{ (165) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ }
{ (166) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ } لأجل استمتاعكم { مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ } متجاوزون عن حدّ الشهوة او مفرطون في المعاصي.
{ (167) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ } من المنفيّين من بين أظهرنا.
{ (168) قَالَ إِنِّى لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ } من المبغضين غاية البغض.
{ (169) رَبِّ نَجِّنِى وَأَهْلِى مِمّا يَعْمَلُونَ } اي من شؤمه وعذابه.
{ (170) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ } أهل بيته والمتبعين له على دينه بإِخراجهم من بينهم وقت حلول العذاب بهم.
{ (171) إِلاّ عَجُوزًا } هي امرأة لوط { فِى الْغَابِرِينَ } مقدّرة في الباقين في العذاب.
{ (172) ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ } اهلكناهم.
{ (173) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا } حجارة { فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ } قد سبق قصّتهم في سورة الأعراف.
{ (174) إنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ }
(175) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }
(176) كَذَّبَ أَصْحَابُ لأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ } الأيكة غيضة تنبت ناعم الشّجر.
{ (177) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ }.
في الجوامع في الحديث انّ شعيباً اخا مدْين ارسل اليهم والى اصحاب الأيكة.
{ (178) إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }
{ (179) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ }
{ (180) وَمَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }
{ (181) أَوْفُوا الْكَيْلَ } اتموه { وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ } حقوق الناس بالتطفيف.
{ (182) وَزِنُوا بِالقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ } بالميزان السوي.
{ (183) وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } ولا تنقصوا شيئاً من حقوقهم { وَلاَ تَعْثَوْا فِى الأَرْضِ مُفْسِدِينَ } بالقتل والغارة وقطع الطريق.
{ (184) وَاتَّقُوا الِّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ } وذوي الجبلّة الأوّلين يعني من تقدّمهم من الخلائق.
القمّي قال الخلق الأوّلين.