التفاسير

< >
عرض

وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٢١٥
فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ
٢١٦
وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ
٢١٧
ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
٢١٨
وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ
٢١٩
إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٢٢٠
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ
٢٢١
تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
٢٢٢
يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ
٢٢٣
وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ
٢٢٤
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ
٢٢٥
-الشعراء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (215) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } ليّن جانبك لهم مستعار من خفض الطائر جناحه اذا اراد ان ينحط.
في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام قد امر الله اعزّ خلقه وسيّد بريّته محمّد صلّى الله عليه وآله بالتواضع فقال { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } والتواضع مزرعة الخشوع والخشية والحياء وانّهنّ لا يتبيّن الاَّ منها وفيها ولا يسلم الشرف التام الحقيقي إلاّ للمتواضع في ذات الله.
{ (216) فَِإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّى بَرِئٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ }
القمّي فإن عصوك يعني من بعدك في ولاية عليّ عليه السلام والأئمّة عليهم السلام قال ومعصية رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو ميّت كمعصيته وهو حيّ.
{ (217) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } الذي يقدر على قهر اعدائه ونصر أوليائه يكفك شرّ من يعصيك وقرء فتوكّل.
{ (218) الَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِى السّاجِدِينَ }.
القمّي عن الباقر عليه السلام قال الذي يريك حين تقوم في النبوّة وتقلّبك في الساجدين قال في اصلاب النبيّين وفي المجمع عنهما عليهما السلام قالا في اصلاب النبيّين نبيّ بعد نبي حتى اخرجه من صلب ابيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام.
وعن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لا ترفعوا قبلي ولا تضعوا قبلي فانّي اراكم من خلفي كما اراكم من امامي ثم تلا هذه الآية.
أقولُ: يعني رؤوسكم في الصلاة.
{ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
{ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ } لمّا بيّن انّ القرآن لا يصحّ ان يكون ممّا تنزّلت به الشياطين اكّد ذلك ببيان من تنزّلت عليه.
{ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } كذّاب شديد الإِثم.
{ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } اي الافّاكون يلقون السمع الى الشياطين فيتلقّون منهم ظنوناً وامارات لنقصان علمهم فيضمّون اليها على حسب تخيّلاتهم اشياء لا يطابق اكثرها.
في الكافي عن الباقر عليه السلام ليس من يوم ولا ليلة إلاّ وجميع الجنّ والشياطين تزور أئمّة الضلال ويزور أئمّة الهدى عددهم من الملائكة حتّى اذا اتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة الى وليّ الأمر خلق الله او قال قيّض الله عزّ وجلّ من الشياطين بعددهم ثم زاروا وليّ الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتّى لعلّه يصبح فيقول رأيت كذا وكذا فلو سأل ولىّ الأمر عن ذلك لقال رأيت شيطاناً اخبرك بكذا وكذا حتّى يفسّر له تفسيراً ويعلمه الضّلالة التي هو عليها.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال هم سبعة المغيرة وبنان وصايد وحمزة بن عمارة البربريّ والحارث الشّاميّ وعبد الله بن الحارث وابو الخطّاب.
{ (224) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُنَ } وقرء بالتّخفيف قيل هو استيناف ابطل به كونه شاعراً كما زعمه المشركون يعني انّ اتباع محمّد صلّى الله عليه وآله ليسُوا بغاوين فكيف يكون شاعراً.
والقمّي قال نزلت في الذين غيّروا دين الله وخالفوا أمر الله عزّ وجلّ هل رأيتم شاعراً قطّ يتبعه احد وانّما عنى بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم فيتّبعهم النّاس على ذلك.
وفي المعاني عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال هل رأيت شاعراً يتبعه احد انّما هم قوم تفقّهوا لغير الله فضلّوا واضلّوا.
وفي المجمع عن العياشي عن الصادق (ع) هم قوم تعلّموا وتفقّهوا بغير علم فضلّوا واضلّوا.
وفي الاعتقادات عنه عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال هم القصّاص.
{ (225) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ } قيل وذلك لأنّ أكثر كلمات الشعراء خيالات لا حقيقة لها والقمّي يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلّين وفي كلّ مذهب يذهبون يعني بهم المغيّرين دين الله.