التفاسير

< >
عرض

وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٦
يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
٧
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
٨
أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
٩
-الروم

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (6) وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }
(7) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } ما يشاهدون منها { وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ } التي هي غايتها والمقصود منها { هُمْ غَافِلُونَ } لا تخطر ببالهم. القمّي قال يرون حاضر الدنيا ويتغافلون عن الآخرة.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن قوله تعالى { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فقال منه الزّجر والنّجوم.
{ (8) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِى أَنْفُسِهِمْ } اولم يحدثوا التفكّر فيها او اولم يتفكّروا في امر انفسهم فانّها اقرب اليهم من غيرها ومِرآة يتجلّى للمُستبصر ما يتجلّى له في ساير المخلوقات ليتحقّق لهم قدرة مبدعها على اعادتها قدرته على ابداعها { مَا خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى } تنتهي عنده ولا تبقى بعده { وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } جاحدون يحسبون أنّ الدنيا ابديّة وانّ الآخرة لا تكون.
{ (9) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِى الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } تقرير لسيرهم في اقطار الأرض ونظرهم الى آثار المدمّرين قبلهم.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام انّ معناه اولم ينظروا في القرآن { كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } كعاد وثمود { وَأَثَارُوا الأَرْضَ } وقلّبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور وغيرها { وَعَمَرُوهَا } وعمروا الأرض { أَكْثَرَ مِمّا عَمَرُوهَا } من عمارة اهل مكّة ايّاها فانّهم اهل واد غير ذي زرع لا تبسط لهم في غيرها وفيه تهكّم بهم من حيث انّهم مغترّون بالدنيا مفتخرون بها وهم اضعف حالاً فيها { وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ } بالآيات الواضحات { فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ } فيدمّرهم من غير جرم ولا تذكير { وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } حيث عملوا ما ادّى الى تدميرهم.