التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ
٢٠
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ
٢١
وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ
٢٢
وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
٢٣
نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ
٢٤
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٥
-لقمان

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (20) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِى السَّمَاوَاتِ } بأن جعله اسباباً لمنافعكم { وَمَا فِى الأرْضِ } بأن مكّنكم من الانتفاع به { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَتََهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } محسوسة ومعقولة ما تعرفونه وما لا تعرفونه وقرئ نعمه على الجمع.
والقمّي عن الباقر عليه السلام امّا النعمة الظاهرة فالنبيّ صلّى الله عليه وآله وما جاء به من معرفة الله وتوحيده وامّا النعمة الباطنة فولايتنا اهل البيت وعقد مودّتنا.
وفي الاكمال والمناقب عن الكاظم عليه السلام النّعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب.
وفي المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله امّا ما ظهر فالاسلام وما سوّى الله من خلقك وما افضل عليك من الرزق وامّا ما بطن فستر مساوي عملك ولم يفضحك به.
وفي الامالي عن الباقر عليه السلام انّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السلام قل: ما اوّل نعمة ابلاك الله عزّ وجلّ و انعم عليك بها قال ان خلقني جلّ ثناؤه ولم اك شيئاً مذكوراً قال صدقت فما الثانية قال ان احسن بي اذ خلقني فجعلني حيّاً لا مواتاً قال صدقت فما الثّالثة قال ان انشأني وله الحمد في احسن صورة واعدل تركيب قال صدقت فما الرّابعة قال ان جعلني متفكّراً راعياً لا ساهياً قال صدقت فما الخامسة قال ان جعل لي شواعر ادرك ما ابتغيت بها وجعل لي سراجاً منيراً قال صدقت فما السادسة قال ان هداني الله لدينه ولم يضلّني عن سبيله قال صدقت فما السابعة قال ان جعل لي مردّا في حياة لا انقطاع لها قال صدقت فما الثامنة قال ان جعلني ملكاً مالكاً لا مملوكاً قال صدقت فما التاسعة قال ان سخّر لي سماءه وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقه قال صدقت فما العاشرة قال ان جعلنا سبحانه ذكراناً قواماً على حلائلنا لا اناثاً قال صدقت فما بعدها قال كثرت نعم الله يا نبيّ الله فطابت وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال ليهنئك الحكمة ليهنئك العلم يا ابا الحسن فانت وارث علمي والمبيّن لأمّتي ما اختلفت فيه من بعدي الحديث.
{ وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ } في توحيده وصفاته { بِغَيْرِ عِلْمٍ } مستفاد من برهان { وَلاَ هُدىً } راجع الى رسول او وصيّ رسول { وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ } انزله الله بل تقليد من لا يجوز تقليده.
{ (21) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِير } القمّي عن الباقر عليه السلام هو النضر بن الحارث قال له رسول الله صلى الله عليه وآله اتّبع ما انزل اليك من ربّك قال بل اتّبع ما وجدت عليه آبائي.
{ (22) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ } بان فوّض امره اليه واقبل بشراشره عَليه { وَهُوَ مُحْسِنٌ } في عمله { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقِى } تعلّق بأوثق ما يتعلّق به.
القمّي قال بالولاية { وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ } اذ الكلّ صائر اليه.
{ (23) وَمَنْ كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ } فإنّه لا يضرّك { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }.
{ (24) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظْ }
{ (25) وَلَئِنْ سَئَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ } لوضوح البرهان بحيث اضطرّوا الى الاذعَان.
في التوحيد عن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله كلّ مولود يولد على الفطرة يعني على المعرفة بأنّ الله عزّ وجلّ خالقه وذلك قول الله عزّ وجلّ { وَلَئِنْ سَئَلْتَهم } الآية.
وعن الجواد عليه السلام انّه سئل ما معنى الواحد فقال اجتماع الألسن عليه بالتوحيد كما قال عزّ وجلّ { وَلَئِنْ سئلتهم } الآية { قُلِ الْحَمْدُ للهِ } على الزامهم والجائهم الى الاعتراف بما يوجب بطلان معتقدهم { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } انّ ذلك يلزمهم.