التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ
١٩
وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ
٢٠
وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ
٢١
وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ
٢٢
إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ
٢٣
إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ
٢٤
وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ
٢٥
ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ
٢٦
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ
٢٧
وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
٢٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ
٢٩
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
٣٠
-فاطر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (19) وَمَا يَسْتَوِى الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ }
(20) وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ } ولا الباطل ولا الحقّ { (21) وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ } ولا الثواب ولا العقاب ولا لتأكيد نفي الاستواء وتكريرها على الشّقين لمزيد التأكيد والحرور من الحرّ غلب على السّموم القمّي الظلّ النّاس والحرور البهائم.
{ (22) وَمَا يَسْتَوِى الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ } تمثيل آخر للمؤمنين والكافرين ابلغ من الأوّل ولذلك كرّر الفعل وقيل للعلماء والجهلاء { إِنّ اللهَ يَسْمَعُ مَنْ يَشَاءُ } هدايته فيوفّقه لفهم آياته والاتّعاظ بعظاته { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِى الْقُبُورِ } المصرّين على الكفر.
{ (23) إِنْ أَنْتَ إِلاّ نَذِيرٌ } فما عليك الاّ الانذار وامّا الاستماع فلا عليك ولا حيلة لك اليه في المطبوع على قلوبهم.
{ (24) إِنّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ } اهل عصر { إِلاّ خَلاَ } مضى { فِيهَا نَذِيرٌ } من نبيّ او وصيّ نبيّ القمّي قال لكلّ زمان إمام.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام لم يمت محمد الاّ وله بعيث نذير قال فان قيل لا فقد ضيّع رسول الله صلّى الله عليه وآله من في اصلاب الرجال من امّته قيل وما يكفيهم القرآن قال بلى ان وجدوا له مفسّراً قيل وما فسّره رسول الله صلّى الله عليه وآله قال بلى قد فسّره لرجل واحد وفسّر للأمّة شأن ذلك الرّجل وهو عليّ بن ابي طالب عليه السلام.
{ (25) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } بالمعجزات الشاهدة على نبوّتهم { وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ } كصحف ابراهيم عليه
{ (26) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } اي انكاري بالعقوبة.
{ (27) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ } اي ذو جدد اي خطط وطرائق { بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا } بالشدّة والضّعف { وَغَرَابِيبُ سُودُ } ومنها غرابيب متّحدة اللّون والغربيب تأكيد للأسود وحقّه ان يتّبع المؤكّد قدّم لمزيد التأكيد لما فيه من التأكيد باعتبار الاضمار والاظهار.
{ (28) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ } كاختلاف الثمار والجبال { إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } اذ شرط الخشية معرفة المخشيّ والعلم بصفاته وافعاله فمن كان اعلم به كان اخشى منه ولذلك قال النبيّ صلّى الله عليه وآله انِّي اخشاكم لله اتقاكم له { إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } تعليل لوجوب الخشية لدلالته على انّه معاقب للمصرّ على طغيانه غفور للتائب عن عصيانه.
في المجمع عن الصادق عليه السلام يعني بالعلماء من صدّق قوله فعله ومن لم يصدّق فعله قوله فليس بعالم وفي الحديث اعلمكم بالله اخوفكم لله.
وفي الكافي عن السجّاد عليه السلام وما العلم بالله والعمل الاّ الفان مؤتلفان فمن عرف الله خافه وحثّه الخوف على العمل بطاعة الله وانّ ارباب العلم واتباعهم الّذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا اليه وقد قال الله انّما يخشى الله من عباده العلماء.
وعن الصادق عليه السلام انّ من العبادة شدّة الخوف من الله ثم تلا هذه الآية.
وفي مصباح الشريعة عنه عليه السلام دليل الخشية التعظيم لله والتمسّك بخالص الطّاعة واوامره والخوف والحذر ودليلهما العلم ثم تلا هذه الآية.
{ (29) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ } لن تكسد ولن تهلك بالخسران والتجارة تحصيل الثواب بالطاعة.
{ (30) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُونَ مِنْ فَضْلِهِ } على ما يقابل اعمالهم.
في المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله هو الشفاعة لمن وجب له النّار ممّن صنع اليه معروفاً في الدّنيا { إِنَّهُ غَفُورٌ } لفرطاتهم { شَكُورٌ } لطاعاتهم اي مجازيهم عليها.