التفاسير

< >
عرض

وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ
٧٨
سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ
٧٩
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ
٨٠
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ
٨١
ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ
٨٢
وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ
٨٣
إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
٨٤
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ
٨٥
أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ
٨٦
فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨٧
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ
٨٨
فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ
٨٩
فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ
٩٠
فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ
٩١
-الصافات

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (78) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الآخِرِينَ } من الامم.
{ (79) سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَالَمِينَ } قيل اي تركنا عليه فيهم التحيّة بهذه الكلمة والدعاء بثبوتها في الملائكة والثقلين وقيل بل هو سلام من الله عليه ومفعول تركنا محذوف مثل الثنا.
وفي الاكمال عن الصادق عليه السلام في حديث وبشّرهم نوح بهود وامرهم باتّباعه وان يقيموا الوصيّة كلّ عام فينظروا فيها ويكون عيداً لهم كما امرهم آدم فظهرت الجبريّة من ولد حام ويافث فاستخفى ولد سام بما عندهم من العلم جرت على سام بعد نوح الدّولة لحام ويافث وهو قول الله عزّ وجلّ { تَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الآخِرِينَ } يقول تركت على نوح دولة الجبّارين ويعزّي الله محمداً صلّى الله عليه وآله بذلك قال ووُلِدَ لحام السّند والهند والحبش وولد لسام العرب والعجم وجرت عليهم الدولة وكانوا يتوارثون الوصيّة عالم بعد عالم حتّى بعث الله عزّ وجلّ هوداً.
{ (80) إِنّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ } يعني أنه مجازاة له على إحسانه.
{ (81) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }
{ (82) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ } يعني كفّار قومه.
{ (83) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ } ممّن شايعه في الإِيمان واصول الشريعة { لإِبْرَاهِيمَ }.
في المجمع والقمّي عن الباقر عليه السلام ليهنّئكم الاسم قيل وما هو قال الشيعة قيل انّ الناس يعيّروننا بذلك قال اما تسمع قول الله { وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ } وقوله
{ { فَٱسْتَغَاثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى ٱلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } [القصص: 15].
{ (84) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } من حبّ الدنيا وقد مضى في معناه اخبار في سورة الشعراء.
{ (85) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ }.
{ (86) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ } آلهة دون الله افكاً فقدّم للعناية.
{ (87) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } بمن هو حقيق بالعبادة حتّى اشركتم به غيره وأمنتم من عذابه.
{ (88) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى النُّجُومِ فَرَأَى } مواقعها واتصالاتها.
{ (89) فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ } قيل أراهم انّه استدلّ بها على انّه مشارف للسقم لئلاّ يخرجوه الى معبدهم لأنّهم كانوا منجّمين وذلك حين سألوه ان يعيّد معهم وكان أغلب أسقامهم الطّاعون وكانوا يخافون العدوى.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام والله ما كان سقيماً وما كذب وفي المعاني والقمّي عن الصادق عليه السلام مثله وزاد وانّما عنى سقيماً في دينه مرتاداً.
قال في المعاني وقد روي انّه عنى بقوله انّي سقيم اي سأسقم وكلّ ميّت سقيم وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيّه انّك ميّت اي ستموت.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال انّه حسب فرأى ما يحلّ بالحسين عليه السلام فقال انّي سقيم لما يحلّ بالحسين.
والعيّاشي عنه عليه السلام قال انّ الله تبارك وتعالى خلق روح القدس فلم يخلق خلقاً اقرب اليه منها وليست بأكرم خلقه اليه فإذا أراد امر القاه اليه فألقاه الى النجوم فجرت به.
{ (90) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ } الى عيد لهم.
{ (91) فَرَاغَ إلى آلِهَتِهِمْ } فذهب اليها في خفية { فَقَالَ } اي للاصنام استهزاء { أَلاَ تَأْكُلُونَ } يعني الطّعام الّذي كان عندهم.