التفاسير

< >
عرض

فَسَجَدَ ٱلْمَلاَئِكَةُ كُـلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
٧٣
إِلاَّ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ
٧٤
قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْعَالِينَ
٧٥
قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ
٧٦
قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ
٧٧
وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِيۤ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ
٧٨
قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِيۤ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
٧٩
قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ
٨٠
إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ
٨١
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
٨٢
إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ
٨٣
قَالَ فَٱلْحَقُّ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ
٨٤
لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ
٨٥
قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ
٨٦

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (73) فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }.
{ (74) إِلاّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ } تعظّم { وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } في علم الله.
{ (75) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ }.
في العيون والتوحيد عن الرضا عليه السلام قال يعني بقدرتي وقوّتي.
والقمّي عن الصادق عليه السلام لو انّ الله تعالى خلق الخلق كلّهم بيده لم يحتجّ في خلق آدم انّه خلقه بيده فيقول { ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ } أفترى الله يبعث الأشياء بيده { اسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ } تكبّرت من غير استحقاق او كنت ممّن علا واستحقّ التفوّق.
{ (76) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } مرّ بيانه في سورة الأعراف.
{ (77) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ }.
{ (78) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِى إِلَى يَوْمِ الدِّينِ }.
{ (79) قَالَ رَبِّ فَأنْظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثونَ }.
{ (80) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }.
{ (81) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } مرّ بيانه في سورة الحجر.
{ (82) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ } فبسلطانك وقهرك { لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
{ (83) إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلصِينَ } الّذين اخلصهم الله او اخلصوا قلوبهم لله على اختلاف القراءتين.
{ (84) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقُّ أَقُولُ } اي فاحقّ الحقّ واقوله.
والقمّي فقال الله الحقّ اي انّك تفعل ذلك والحقّ اقوله وقرء برفع الأوّل على الابتداء اي الحقّ يميني او الخبر اي انا الحقّ
{ (85) لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ }.
(86) قُلْ مَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } على التبليغ { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } المتصنّعين.
في الكافي عن الباقر عليه السلام قال لأعداء الله اولياء الشيطان اهل التكذيب والانكار { قُلْ مَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ } يقول متكلّفاً ان اسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض اما يكفي محمداً صلّى الله عليه وآله ان يكون قهرنا عشرين سنة حتّى يريد ان يحمل اهل بيته على رقابنا فقالوا ما انزل الله هذا وما هو الاّ شيء يتقوّله يريد ان يرفع اهل بيته على رقابنا ولئن قتل محمد صلّى الله عليه وآله او مات لننزعنّها من اهل بيته ثمّ لا نعيدها فيهم ابداً.
وفي التوحيد عن الرضا عن امير المؤمنين عليهما السلام انّ المسلمين قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله لو اكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإِسلام لكثر عددنا وقوينا على عدوّنا فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله ما كنت لألقى الله تعالى ببدعة لم يحدث اليّ فيها شيئاً وما أنا من المتكلفين.
في الجوامع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال للمتكلّف ثلاث علامات ينازع من فوقه ويتعاطى ما لا ينال ويقول ما لا يعلم.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام عن لقمان مثله.
وعنه عليه السلام ومن العلماء من يضع نفسه للفتاوى ويقول سلوني ولعلّه لا يصيب حرفاً واحداً والله لا يحبّ المتكلّفين فذاك في الدّرك السّادس من النار.
وفي مصباح الشريعة عنه عليه السلام قال المتكلّف مخطئ وان اصاب المتكلّف لا يستجلب في عاقبة امره الاّ الهوان وفي الوقت الاّ التعب والعناء والشّقاء والمتكلّف ظاهره وباطنه نفاق وهما جناحان بهما يطير المتكلّف وليس في الجملة من اخلاق الصالحين ولا من اشعار المتّقين التكلّف في ايّ باب كان قال الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله قل ما اسئلكم من اجر وما انا من المتكلّفين.