التفاسير

< >
عرض

تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
١
إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ
٢
أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ
٣
-الزمر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }.
{ (2) إِنّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدّينَ } من الشرك والرّياء.
{ (3) أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } لأنّه المتفرّد بصفات الأُلوهيّة والإِطّلاع على الاسرار والضّمائر { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى } باضمار القول { إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من امور الدّين فيعاقب كلاّ بقدر استحقاقه وقيل بادخال المحقّ الجنّة والمبطل النار والضمير للكفرة ومقابليهم اولهم ولمعبوديهم فانّهم يرجون شفاعتهم وهم يلعنونهم.
في الإِحتجاج عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في حديث ثم اقبل صلّى الله عليه وآله على مشركي العرب فقال وانتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله فقالوا نتقرّب بذلك الى الله تعالى فقال اوهي سامعة مطيعة لربّها عابدة له حتّى تتقرّبوا بتعظيمها الى الله قالوا لا قال فأنتم الذين تنحثونها بأيديكم قالوا نعم قال فلان تعبدكم هي لو كان يجوز منها العبادة أَحْرى من ان تعبدوها اذا لم يكن امركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم وعواقبكم والحكيم فيما يكلّفكم.
وفي قرب الاسناد عن الصادق عن ابيه عليهما السلام انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال انّ الله تبارك وتعالى يأتي يوم القيامة بكلّ شيء يعبد من دونه من شمس او قمر او غير ذلك ثمّ يسأل كلّ انسان عمّا كان يعبد فيقول من عبد غيره ربّنا انّا كنّا نعبدها لتقرّبنا اليك زلفى قال فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون الى النّار ما خلا من استثنيت فانّ اولئك عنها مبعدون { إِنَّ اللهَ لا يَهْدِى } لا يوفّق للاهتداء الى الحقّ { مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفّارٌ } فانّهما فاقدا البصيرة.