التفاسير

< >
عرض

قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ
٧٢
وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ
٧٣
وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
٧٤
وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٧٥
-الزمر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (72) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ } قد مضى اخبار بيان ابواب جهنم في سورة الحجر.
{ (73) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ } اسراعاً بهم الى دار الكرامة ويساقون راكبين كما مرّ في سورة مريم (ع) { زُمَرًا } على تفاوت مراتبهم في الشّرف وعلوّ الطبقة { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } قيل حذف جواب اذا للدلالة على انّ لهم حينئذ من الكرامة والتعظيم ما لا يحيط به الوصف وانّ ابواب الجنّة تفتح لهم قبل مجيئهم منتظرين { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } لا يعتريكم بعد مكروهٌ { طِبْتُمْ } طهّرتم من دنس المعاصي.
القمّي اي طاب مواليدكم لأنّه لا يدخل الجنّة الاّ طيّب المولد { فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }
في الخصال عن الصادق عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليهم السلام قال انّ للجنّة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون وباب يدخل منه الشهداء والصالحون وخمسة ابواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا فلا أزال واقفاً على الصراط أدعو وأقول ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وانصاري واوليائي ومن تولاّني في دار الدنيا فاذا النداء من بطنان العرش قد اجيبت دعوتك وشفّعت في شيعتك ويشفع كلّ رجل من شيعتي ومن تولاّني ونصرني وحارب من حاربني بفعل او قول في سبعين ألفاً من جيرانه واقربائه وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلاّ الله ولم يكن في قلبه مثقال ذرّة من بُغضنا أهل البيت.
وعن الباقر عليه السلام احسنوا الظنّ بالله واعلموا انّ للجنّة ثمانية ابواب عرض كلّ باب منها مسيرة اربعمأة سنة.
{ (74) وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ } بالبعث والثواب { وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ }.
القمّي عن الباقر عليه السلام يعني ارض الجنّة { نَتَبَوَّءُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } الجنة.
{ (75) وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافّينَ } محدقين { مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } ذاكرين له بوصفي جلاله واكرامه تلذّذاً به وفيه اشعار بأنّ منتهى درجات العلّيّين وأعلى لذايذهم هو الاستغراق في صفات الحقّ { وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ } بين الخلق { وَقِيلَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } اي على ما قضى بيننا بالحقّ والقائلون هم المؤمنون.
في ثواب الأعمال عن الصادق عليه السلام من قرأ سُورة الزمر استخفافاً من لسانه أعطاه الله من شرف الدنيا والآخرة واعزّه بلا مال ولا عشيرة حتّى يهابه من يراه وحُرّم جسده على النار وبُني له في الجنّة ألف مدينة في كلّ مدينة ألف قصر في كلّ قصر مأة حوراء وله مع هذا عينان تجريان وعينان نضّاختان وجنّتان مدهامتان وحور مقصورات في الخيام وذواتا افنان ومن كلّ فاكهة زوجان.
وفي المجمع مثله بدون قوله استخفافاً من لسانه وقوله ذواتا أفنان الى آخره.