التفاسير

< >
عرض

أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ آتَٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَٰهِيمَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً
٥٤
فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً
٥٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً
٥٦
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً
٥٧
إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً
٥٨
-النساء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (54) أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ }.
في الكافي والعياشي وغيرهما عنهم عليهم السلام في عدة روايات نحن المحسودون الذي قال الله على ما آتانا الله من الإِمامة.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام المراد بالناس النبي صلّى الله عليه وآله وسلم { فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً } فلا يبعد أن يؤتيهم الله مثل ما آتاهم فانهم كانوا بني عمهم.
في الكافي والقمي عن الصادق عليه السلام الكتاب النبوة والحكمة الفهم والقضاء والملك العظيم الطاعة المفروضة.
وفي الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام يعني جعل منهم الرسل والأنبياء والآئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجميعن، وقال الملك العظيم ان جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم.
{ (55) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ } اعرض ولم يؤمن { وَكَفَى بِجَهَنّمَ سَعِيراً } ناراً مسعورة يعذبون بها يعني إن لم يعجلوا بالعقوبة فقد كفاهم ما أعد لهم من سعير جهنم.
{ (56) إنَّ الّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً }.
القمّي قال الآيات أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجميعن.
{ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ }.
في الإِحتجاج عن الصادق عليه السلام أنه سأله ابن أبي العوجاء عن هذه الآية فقال ما ذنب الغير قال ويحك هي هي وهي غيرها قال فمثّل لي في ذلك شيئاً من أمر الدنيا قال نعم أرأيت لو أن رجلاً أخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها.
والقمّي عنه عليه السلام ما في معناه { إنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزاً } لا يمنع عليه ما يريده { حَكِيماً } يعاقب على وفق حكمته.
{ (57) وَالّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبداً لَهُمْ فِيهَا أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاً ظَلِيلاً } دائماً لا تنسخه الشمس مشتقة من الظل لتأكيده كما قيل ليل أليل وشمس شامس وانما أخر ذكر الوعد عن الوعيد لكونه بالعرض.
{ (58) إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا }.
في الكافي وغيره في عدة روايات أن الخطاب إلى الأئمة عليهم السلام أمر كل منهم أن يؤدي إلى الإمام الذي بعده ويوصي إليه ثم هي جارية في سائر الأمانات.
وفيه وفي العياشي عن الباقر عليه الصلاة والسلام ايانا عنى أن يؤدي الإِمام الأول إلى الذي بعده العلم والكتب والسلاح.
وفي المجمع عنهما عليهما السلام أنها في كل من ائتمن أمانة من الأمانات أمانات الله أو أمره ونواهيه وأمانات عباده فيما يأتمن بعضهم بعضاً من المال وغيره.
وعنهم عليهم السلام في عدة روايات لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده فان ذلك شيء اعتاده فلو تركه استوحش لذلك ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام ان ضارب علي بالسيف وقاتله لو ائتمنني واستنصحني واستشارني ثم قبلت ذلك منه لأديت إليه الأمانة وفي معناها أخبار كثيرة { وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ }.
في الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام يعني العدل الذي في أيديكم.
وفي رواية أخرى للعياشي أن تحكموا بالعدل إذا ظهر ثم أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم { إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ }.
العياشي عن الباقر عليه السلام فينا نزلت والله المستعان { إنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً } بأقوالكم وأفعالكم وما تفعلون في أماناتكم.