التفاسير

< >
عرض

وَإِذاً لأَتَيْنَٰهُم مِّن لَّدُنَّـآ أَجْراً عَظِيماً
٦٧
وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً
٦٨
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً
٦٩
ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً
٧٠
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً
٧١
وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً
٧٢
-النساء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (67) وَإذاً لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنّا أجْراً عَظِيماً }.
{ (68) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً } يصلون بسلوكه جنات القدس ويفتح لهم أبواب الغيب فان من عمل بما علم ورثه الله علم مالم يعلم.
{ (69) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ } الذين هم في أعلى عليين { وَالصِدِّيقِينَ } الذين صدقوا في أقوالهم وأفعالهم { وَالشُّهَدَاءِ } المقتول أنفسهم وأبدانهم بالجهاد الأكبر والأصغر { وَالصَّالِحِينَ } الذين صلحت حالهم واستقامت طريقتهم { وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً } فيه معنى التعجب كأنه قيل وما أحسن أولئك رفيقاً والرفيق كالصديق يستوي فيه الواحد والجمع، رغّب الله المؤمنين في طاعة الله وطاعة رسوله بهذا الوعد وما أحسنه من وعد رزقنا الله نيله بمنه وجوده.
في الكافي عن الباقر عليه السلام أعينونا بالورع فانه من لقي الله تعالى منكم بالورع كان له عند الله فرجاً ان الله عز وجل يقول ومن يطع الله والرسول وتلا الآية ثم قال فمنا النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ومنا الصديق والشهداء والصالحون.
وعن الصادق عليه السلام المؤمن مؤمنان مؤمن في الله بشروطه التي اشترطها عليه فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً وذلك ممن يشفع ولا يشفع له وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة ومؤمن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع كيفما كفأته الريح انكفى وذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة ويشفع له وهو على خير.
وفيه والعياشي عنه عليه السلام لقد ذكركم الله في كتابه فقال أولئك مع الذين أنعم الله الآية فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في الآية النبيون ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله.
والعياشي عن الرضا عليه السلام حق على الله أن يجعل ولينا رفيقاً للنبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وفي العيون عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لكل أمة صديق وفاروق وصديق هذه الأمة وفاروقها عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.
{ (70) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ } تفضل عليهم من الله تبعاً لثوابهم { وَكَفَى بِاللهِ عَلِيماً } بمقادير الفضل واستحقاق أهله. { (71) يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ } تيقظوا واستعدوا للأعداء والحَذَر والحِذر بمعنى يقال أخذ إذا تيقظ وتحفظ من المخوف كأنه جعل الحذر آلته التي يحفظ بها نفسه.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام خذوا أسلحتكم سمى الأسلحة حذراً لأن بها يتقى المحذور { فَانْفِرُوا } فاخرجوا إلى الجهاد هذا تفسيره وتأويله إلى الخيرات كلها { ثٌبَاتٍ } جماعات متفرقة جمع ثبة { أَوْ انْفِرُوا جَمِيعاً } مجتمعين كوكبة واحدة ولا تتخاذلوا.
في المجمع عن الباقر عليه السلام الثبات السرايا والجميع العسكر.
{ (72) وَإنَّ مِنكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ } يحتمل اللازم والمتعدي وهم المنافقون { فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ } كقتل وهزيمة قال أي المبطي { قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً } حاضراً فيصيبني ما أصابهم.
القمّي والعياشي عن الصادق عليه السلام لو قال هذه الكلمة أهل الشرق والغرب لكانوا بها خارجين من الإِيمان ولكن الله قد سماهم مؤمنين باقرارهم، وفي رواية سماهم مؤمنين وليسوا هم بمؤمنين ولا كرامة.