التفاسير

< >
عرض

سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً
٩١
-النساء

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (91) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ } قيل كانوا يظهرون الإِسلام ليأمنوا المسلمين فإذا رجعوا إلى قومهم كفروا.
في المجمع، عن الصادق عليه السلام نزلت في عيينة بن حصين الفزاري أَجدبت بلادهم فجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ووادعه على أن يقيم ببطن نخل ولا يتعرض له وكان منافقاً ملعوناً وهو الذي سماه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الأحمق المطاع.
والقمي مثله { كُلَّ مَا رُدُّوا إلَى الْفِتْنَةِ } دعوا إلى الكفر وإلى قتال المسلمين { أُرْكِسُوا فِيهَا } عادوا إليها وقلبوا فيها أقبح قلب { فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ } فان لم يعتزل هؤلاء قتالكم ولم يستسلموا لكم ولم يكفوا أيديهم عن قتالكم { فَخُذُوهُمْ } فأسروهم { وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } حيث تمكنتم منهم { وَأُوْلَئكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً } تسلطاً ظاهراً وحجة واضحة في التعرض لهم بالقتل والسبي لظهور عداوتهم وكفرهم وغدرهم.