التفاسير

< >
عرض

وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
١٨
وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ
١٩
وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ
٢٠
وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ
٢١
وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ
٢٢
فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ
٢٣
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ
٢٤
إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
٢٥
فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ
٢٦
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ
٢٧
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ
٢٨
فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ
٢٩
-الذاريات

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (18) وَبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }.
في التهذيب والمجمع عن الصادق عليه السلام كانوا يستغفرون الله في الوتر في آخر الليل سبعين مرّة.
{ (19) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ } نصيب يستوجبونه على انفسهم تقرّباً الى الله واشفاقاً على النّاس { لِلسّائِلِ وَالْمَحرُومِ }.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال المحروم المحارف الذي قد حرم كدّ يده في الشراء والبيع.
عنه وعن ابيه عليهما السلام المحروم الرجل الذي ليس بعقله بأس ولا يبسط له في الرزق وهو محارف.
{ (20) وَفِي الأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ } دلائل تدلّ على عظمة الله علمه وقدرته وارادته ووحدته وفرط رحمته كما قيل وفي كلّ شيء له آية تدلّ على انّه واحد.
{ (21) وَفِي أَنْفُسِكُمْ } اي وفي انفسكم آيات اذ ما في العالم شيء الاّ وفي الانسان له نظير يدلّ دلالته مع ما انفرد به من الهيئات النافعه والمناظر البهيّة والتركيبات العجيبة والتمكّن من الافعال الغريبة واستنباط الصنايع المختلفة واستجماع الكمالات المتنوّعة.
في المجمع عن الصادق عليه السلام يعني انّه خلقك سميعاً بصيراً تغضب وترضى وتجوع وتشبع وذلك كلّه من آيات الله والقمّي مثله { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } تنظرون نظر من يعتبر.
في الخصال عن الصادق عن ابيه عن ابيه عليهم السلام انّ رجلاً قام الى امير المؤمنين عليه السلام فقال يا امير المؤمنين بما عرفت ربّك قال بفسخ العزم ونقض الهمّ لمّا ان هممت فحال بيني وبين همّي وعزمت فخالف القضاء عزمي علمت انّ المدبّر غيري.
وفي التوحيد مثل هذا السؤال والجواب عن الصادق عليه السلام.
{ (22) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ } اسباب رزقكم { وَما تُوعَدُونَ } قيل اي الجنّة فانّها فوق السماء السابعة والقمّي قال المطر ينزل من السماء فتخرج به اقوات العالم من الارض وما توعدون من اخبار الرجعة والقيامة والاخبار التي في السماء.
وعن الحسن المجتبى عليه السلام انّه سئل عن ارزاق الخلائق فقال في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر.
{ (23) فَوَرَبِّ السَّماءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } اي مثل نطقكم كما انّه لا شكّ لكم في انّكم تنطقون ينبغي ان لا تشكّوا في تحقيق ذلك وقرىء مثل بالرفع.
{ (24) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمينَ }.
{ (25) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً سَلامٌ } عدل به الى الرفع لقصد الثبات حتّى تكون تحيتّه اكثر من تحيّتهم وقرىء سلم { قَوْمٌ مُنْكَرُونَ } اي انتم منكرون.
{ (26) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ } فذهب اليهم في خفية من ضيفه فانّ من ادب المضيف ان يبادر بالقرى حذراً من ان يكفّه الضيف او يصير منتظراً { فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } لأنّه كان عامة ماله البقر.
{ (27) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَّ تَأْكُلُونَ } اي منه.
{ (28) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } فأضمر منهم خوفاً لما رأى اعراضهم عن طعامه لظنّه انّهم جاؤوه لشرّ { قَالُوا لاَ تَخَفْ } انّا رسل ربّك { وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ } هو اسحق { عَلِيمٍ } يكمل علمه اذا بلغ.
{ (29) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ } سارة { فِي صَرَّةٍ } قيل في صيحة من الصرير.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام في جماعة القمّي مثله { فَصَكَّتْ وَجْهَها } قيل فلطمت باطراف الاصابع جبهتها فعل المتعجّب والقمّي اي غطّته { وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } اي انا عجوز عاقر فكيف ألد.