التفاسير

< >
عرض

أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ
٣٩
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ
٤٠
أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ
٤١
أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ
٤٢
أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٤٣
وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
٤٤
فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ
٤٥
يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
٤٦
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٧
وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ
٤٨
وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ
٤٩
-الطور

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (39) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ } وهو ما قالت قريش انّ الملائكة بنات الله كذا رواه القمّي وفيه تسفيه لهم واشعار بأنّ من هذا رأيه لا يعدّ من العقلاء فضلاً ان يترقّى بروحه الى عالم الملكوت فيتطلّع على الغيوب.
{ (40) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً } على تبليغ الرسالة { فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ } من التزام عزم { مُثْقَلُونَ } محملون الثقل فلذلك زهدوا في اتّباعك.
{ (41) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ } اللّوح المحفوظ المثبت فيه المغيبات { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } منه.
{ (42) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً } قيل كيدهم في دار النّدوة برسول الله صلّى الله عليه وآله.
{ فالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ } هم الذين يحيق بهم الكيد او يعود عليهم وبال كيدهم قيل وهو قتلهم يوم بدر.
{ (43) أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ } يعينهم ويحرسهم من عذابه { سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } عن اشراكهم او شركة ما يشركون به.
{ (44) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً } قطعة { مِنَ السَّمَاءِ ساقِطاً يَقُولُوا } من فرط طغيانهم وعنادهم { سَحابٌ مَرْكُومٌ } هذا سحاب تراكم بعضها على بعض وهو جواب قولهم
{ { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [الشعراء: 187].
{ (45) فَذَرْهُمْ حَتّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } قيل هو عند النفخة الاولى.
{ (46) يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } في ردّ العذاب { وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } يمنعون من عذاب الله.
{ (47) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } القمّي ظلموا آل محمد صلوات الله عليهم حقّهم { عَذاباً دُونَ ذلِكَ } اي دون عذاب الآخرة.
القمّي قال عذاب الرجعة بالسيف { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك.
{ (48) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } بامهالهم وابقائك في عنائهم { فَإِنَّكَ بِأعْيُنِنَا } في حفظنا وحرزنا بحيث نراك ونكلؤك وجمع العين لجمع الضمير والمبالغة بكثرة اسباب الحفظ { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } القمّي قال لصلاة اللّيل.
{ (49) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ } قال صلاة اللّيل { وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } واذا ادبرت النجوم من آخر اللّيل وقرىء بالفتح اي في اعقابها اذا اغربت او خفيت.
في المجمع عنهما عليهما السلام في هذه الآية قالا انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يقوم من اللّيل ثلاث مرّات فينظر في آفاق السماء ويقرأ الخمس من آل عمران الّتي آخرها
{ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعاد } [آل عمران: 194] ثم يفتتح صلاة اللّيل الحديث.
وعنهما عليهما السلام وادبار النجوم يعني الركعتين قبل صلاة الفجر.
ورواه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وعليّ والحسن بن عليّ عليهما السلام وفي الكافي عن الباقر والقمّي عن الرضا عليهما السلام مثله.
وفي ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ سورة الطور جمع الله تعالى له خير الدنيا والآخرة انشاء الله تعالى.