التفاسير

< >
عرض

إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ
١٦
مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ
١٧
لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ
١٨
-النجم

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (16) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى } تعظيم وتكثير لما يغشيها بحيث لا يكتنهها نعت ولا يحصيها عدّ القمّي قال لمّا رفع الحجاب بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله غشي نوره السّدرة.
{ (17) مَا زَاغَ الْبَصَرُ } ما مال بصر رسول الله صلّى الله عليه وآله عمّا رآه { وَما طَغى } وما تجاوزه بل اثبته اثباتاً صحيحاً مستقيماً.
{ (18) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } يعني رأى اكبر الآيات كما سبق.
وفي التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام في حديث قال وقوله في آخر الآيات ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربّه الكبرى رأى جبرئيل في صورته مرّتين هذه المرّة ومرّة اخرى وذلك انّ خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيّين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم الاّ الله ربّ العالمين وقيل ما رآه احد من الانبياء في صورته غير محمّد صلّى الله عليه وآله مرّتين مرّة في السماء ومرّة في الأرض.
والقمّي في هذه الآية يقول لقد سمع كلاماً لولا انّه قويّ ما قوى.
وفي التوحيد عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال رأى جبرئيل على ساقه الدرّ مثل القطر على البقل له ستَمأة جناح قد ملأ ما بين السماء والأرض.
والقمّي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعليّ يا عليّ انّ الله اشهدك معي في سبعة مواطن امّا اوّل ذلك فليلة اسري بي الى السماء قال لي جبرئيل اين اخوك فقلت خلّفته ورائي قال ادع الله فليأتك به فدعوت الله فاذا مثالك معي واذ الملائكة وقوف صفوف فقلت يا جبرئيل من هؤلاء قال هم الذين يباهيهم الله بك يوم القيامة فدنوت فنطقت بما كان ويكون الى يوم القيامة والثاني حين اسري بي في المرّة الثانية فقال لي جبرئيل اين اخوك قلت خلّفته ورائي قال ادع الله فليأتك به فدعوت الله فاذا مثالك معي فكشط لي عن سبع سماوات حتّى رأيت سكّانها وعمّارها وموضع كلّ ملك منها والثالث حين بعثت الى الجنّ فقال لي جبرئيل اين اخوك قلت خلّفته ورائي فقال ادع الله فليأتك به فدعوت الله فاذا انت معي فما قلت لهم شئياً ولا ردّوا عليّ شيئاً الاّ سمعته والرابع خصّصنا بليلة القدر وليست لأحد غيرنا والخامس دعوت الله فيك واعطاني فيك كلّ شيء الاّ النبوّة فانّه قال خصصتك بها وختمتها بك وامّا السادس لمّا اسري بي الى السماء جمع الله لي النبيّين فصلّيت بهم ومثالك خلفي والسّابع هلاك الأحزاب بأيدينا.
وفي الكافي عن امير المؤمنين عليه السلام ما لله عزّ وجلّ آية هي اكبر منّي.