التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ
١
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ
٢
وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ
٣
إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ
٤
عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ
٥
ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ
٦
وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ
٧
ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ
٨
-النجم

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } اقسم بالنّجم اذا سقط.
{ (2) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ } ما عدل محمد صلّى الله عليه وآله عن الطريق المستقيم { وَما غَوى } وما اعتقد باطلاً والمراد نفي ما ينسبون اليه.
{ (3) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى }.
{ (4) إِنْ هُوَ } اي الّذي ينطق به { إلاَّ وَحْىٌ يُوحَى } يوحيه الله اليه.
في المجالس عن ابن عبّاس قال صلّينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله فلمّا سلّم اقبل علينا بوجهه ثمّ قال انّه سينقضّ كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار احدكم فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيّي وخليفتي والامام بعدي فلمّا كان قرب الفجر جلس كلّ واحد منّا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره وكان اطمع القوم في ذلك ابي العبّاس بن عبد المطّلب فلمّا طلع الفجر انقضّ الكوكب من الهواء فسقط في دار عليّ بن ابي طالب عليه السلام فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام يا عليّ والّذي بعثني بالنبوّة لقد وجبت لك الوصيّة والخلافة والامامة بعدي فقال المنافقون عبد الله بن ابيّ واصحابه لقد ضلّ محمد في محبّة ابن عمّه وغوى وما ينطق في شأنه الاّ بالهوى فأنزل الله تبارك وتعالى والنّجم اذا هوى يقول عزّ وجلّ وخالق النجم اذا هوى ما ضلّ صاحبكم يعني في محبّة عليّ بن ابي طالب وما غوى وما ينطق عن الهوى يعني في شأنه ان هو الاّ وَحْيٌ يُوحى.
وعن الصادق عن ابيه عن آبائه عليهم السلام ما يقرب منه.
والقمّي عن الرضا عليه السلام انّ النجم رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وعن الباقر عليه السلام يقول ما ضلّ في عليّ عليه السلام وما غوى وما ينطق فيه عن الهوى وما كان ما قاله فيه الاّ بالوحي الّذي أوحي اليه.
وفي الكافي عنه عليه السلام والنجم اذا هوى قال اقسم بقبر محمد صلّى الله عليه وآله اذا قبض ما ضلّ صاحبكم بتفضيله اهل بيته وما غوى وما ينطق عن الهوى يقول ما يتكلّم بفضل أهل بيت بهواه وهو قول الله عزّ وجلّ ان هو الاّ وَحْيٌ يُوحى.
وفي المجالس عن الصادق عليه السلام انّ رضى الناس لا يملك والسنتهم لا تضبط وكيف تسلمون ممّا لم يسلم منه انبياء الله ورسله وحجج الله الم ينسبوا نبيّناً محمداً صلّى الله عليه وآله انّه ينطق عن الهوى في ابن عمّه عليّ عليه السلام حتّى كذّبهم الله فقال وما ينطق عن الهوى ان هو الاّ وحي يوحى.
{ (5) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى } قيل يعني جبرائيل والقمي يعني الله عزّ وجلّ.
{ (6) ذُو مِرَّةٍ } ذو حصافة في عقله ورأيه { فَاسْتَوى } فاستقام قيل يعني جبرئيل استقام على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها فانّه روي ما رآه أحد من الانبياء في صورته غير محمّد صلّى الله عليه وآله مرّة في السماء ومرّة في الأرض والقمّي يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله وعن الرضا عليه السلام ما بعث الله نبيّاً الاّ صاحب مرّة سوداء صافية.
{ (7) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى } قيل يعني جبرئيل عليه السلام والقمّي يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله.
{ (8) ثُمَّ دَنا } قيل يعني جبرئيل من رسول الله صلّى الله عليه وآله والقمّي يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله من ربّه { فَتَدَلّى } فزاد منه دنوّاً هذا تأويله واصل التدلّي استرسال مع تعلّق والقمّي قال انّما نزلت فَتَدانى.
وفي العلل عن الباقر عليه السلام فتدلّى قال لا تقرأ هكذا إِقرأ ثُمَّ دَنا فَتَدانى.