التفاسير

< >
عرض

فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٩
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ
٤٠
وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ
٤١
كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ
٤٢
أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ
٤٣
أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ
٤٤
سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ
٤٥
بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ
٤٦
إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ
٤٧
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ
٤٨
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
٤٩
وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ
٥٠
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٥١
وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ
٥٢
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ
٥٣
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
٥٤
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
٥٥
-القمر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (39) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ }.
{ (40) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرِ } كرّر ذلك في كلّ قصّة اشعاراً بأنّ تكذيب كلّ رسول مقتض لنزول العذاب واستماع كلّ قصّة مستدع للادّكار والاتعاظ واستينافاً للتنبيه والايقاظ لئلاّ يغلبهم السّهو والغفلة وهكذا تكرير قوله
{ { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 13] و { { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [المرسلات: 15] ونحوهما. { (41) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ } اكتفى بذكرهم عن ذكره للعلم بأنّه اولى بذلك.
{ (42) كَذَّبُوا بِآيَاتِنا كُلِّها } قيل يعني الآيات التسع.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام يعني الأوصياء عليهم السلام كلّهم.
{ فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ } اخذ من لا يغالب ولا يعجزه شيء.
{ (43) أَكُفّارُكُمْ } يا معشر قريش { خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ } من هذه الامم الهالكة { أَمْ لَكُمْ بَرآءَةٌ فِي الزُّبُرِ } اي لكم براءة في الكتب ان لا تهلكوا كما هلكوا.
{ (44) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنتَصِرٌ } نحن جماعة امرنا مجتمع منتصر من الاعداء لا نغلب القمّي قال قريش قد اجتمعنا لننتصر بقتلك يا محمد فأنزل الله ام يقولون الآية.
{ (45) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } قال يعني يوم بدر حين هزموا واسروا وقتلوا.
{ (46) بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } يعني القيامة موعد عذابهم الاصلي وما يحيق بهم في الدنيا من طلائعه { وَالسّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } اشدّ واغلظ وامرّ مذاقاً من عذاب الدنيا.
{ (47) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضلاَلٍ } عن الحق في الدنيا { وَسُعُرٍ } ونيران في الآخرة القمّي وسعير واد في جهنّم عظيم.
{ (48) يَوْمَ يُسْحبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ } يجرّون عليها { ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ } يقال لهم ذوقوا حرّ النّار وألمها قيل سقر علم لجهنّم.
في ثواب الأعمال عن الصادق عليه السلام انّ في جهنّم لوادياً للمتكبّرين يقال له سقر شكا الى الله شدّة حرّه وسأله أن يأذن له ان يتنفّس فأحرق جهنم.
{ (49) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } مقدّراً مكتوباً في اللّوح قبل وقوعه القمّي قال له وقت واجل ومدّة.
في الاكمال عن الصادق عليه السلام قال انّ القدرية مجوس هذه الأمّة وهم الذين ارادوا ان يصفوا الله بعدله فأخرجوه عن سلطانه وفيهم نزلت هذه الآية يوم يسحبون الى قوله بقدر وقد سئل عن الرقى اتدفع من القدر شيئاً فقال هي من القدر.
وفي ثواب الأعمال عنه عليه السلام قال ما انزل الله هذه الآيات الاّ في القدرية انّ المجرمين الى قوله بقدر.
وعن الباقر عليه السلام نزلت هذه الآية في القدريّة ذوقوا مسّ سقر انّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
والقمّي عن الصادق عليه السلام قال وجدت لأهل القدر اسماً في كتاب الله انّ المجرمين الى قوله بقدر قال فهم المجرمون.
{ (50) وَمَا أَمْرُنا إِلاَّ وَاحِدَةٌ } القمّي يعني يقول كن فيكون { كَلَمْحٍ بِالْبَصَرٍ } في اليسر والسرعة.
{ (51) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ } اتباعكم واشباهكم في الكفر من عبّاد الاصنام { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرِ } متّعظ.
{ (52) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } مكتوب في كتب الحفظة.
{ (53) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ } من الاعمال { مُسْتَطَرٌ } مسطور.
{ (54) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ }.
{ (55) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ } في مكان مرضيّ او حقّ لا لغو فيه ولا تأثيم { عِندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }
مقرّبين عند من تعالى امره في الملك والاقتدار بحيث ابهمه ذووا الافهام.
وفي ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ سورة اقتربت السّاعة اخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنّة انشاء الله.