التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٣
خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ
١٤
وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ
١٥
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٦
رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ
١٧
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٨
مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
١٩
بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ
٢٠
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢١
يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ
٢٢
فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢٣
وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ
٢٤
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢٥
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ
٢٦
-الرحمن

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (13) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبانِ } القمّي قال: في الظّاهر مخاطبة الجنّ والانس وفي الباطن فلان وفلان.
وعن الصادق عليه السلام انّه سئل عنه قال قال الله فبأيّ النّعمتين تكفران بمحمّد صلّى الله عليه وآله أم بعليّ عليه السلام.
وفي الكافي مرفوعاً بالنبيّ صلّى الله عليه وآله أم بالوصيّ وقد تكلّف المفسّرون للآلاء في كلّ موضع من هذه السورة معنى غير معناه في الموضع الآخر استنبطوه ممّا تقدّم ذكره طوينا ذلك مكتفين بما في هذا الحديث ووجه التكرير نظير ما مرّ في سورة القمر.
{ (14) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخّارِ } الصلصال الطّين اليابس الّذي له صلصلة والفخّار والخزف وقد خلق ابن آدم من تراب جعله طيناً ثم حمأً مسنوناً ثمّ صلصالاً فلا تنافي بين ما ورد بكلّ منها.
{ (15) وَخَلَقَ الْجَانَّ } ابا الجنّ كما مضى في سورة الحجر { مِنْ مَارِجٍ } من صاف من الدّخان { مِنْ نَارٍ } بيان لمارج فانّه في الأصل للمضطرب من مرج اذا اضطرب.
{ (16) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبَانِ }.
{ (17) رَبُّ الْمَشْرِقَينَ وَرَبُّ الْمَغْرِبَينِ } مشرقي الشتاء والصّيف ومغربيهما.
وفي الاحتجاج عن امير المؤمنين عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال انّ مشرق الشتاء على حدة ومشرق الصّيف على حدة انّما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها قال وامّا قوله ربّ المشارق والمغارب فانّ لها ثلاث مأة وستّين برجاً تطلع كلّ يوم من برج وتغيب في الآخر فلا تعود اليه الاّ من قابل في ذلك اليوم والقمّي بعدما فسّرهما بما فسّرنا.
وروي عن الصادق عليه السلام انّ المشرقين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما والمغربين الحسن والحسين عليهما السلام قال وفي امثالهما يجري.
{ (18) فَبِآيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبَانِ }.
{ (19) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ } ارسل البحر العذاب والبحر الملح { يَلْتَقِيَانِ } يتجاوزان.
{ (20) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } حاجز من قدرة الله { لا يَبْغِيانِ } لا يبغي احدهما على الآخر بالممازجة وابطال الخاصّية.
{ (21) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبَانِ }.
{ (22) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ } كبار الدرٌ وصغاره وقيل المرجان الخرز الأحمر وقرىء يخرج على البناء للمفعول.
وفي قرب الاسناد عن الصادق عن ابيه عن عليّ عليهم السلام يخرج منهما قال من ماء السّماء ومن ماء البحر فاذا امطرت فتحت الاصداف افواهها في البحر فيقع فيها من الماء المطر فتخلق الّلآلىء الصّغيرة من القطرة الصغيرة واللّؤلؤ الكبيرة من القطرة الكبيرة.
والقمّي عن الصادق عليه السلام قال عليّ وفاطمة صلوات الله عليهما بحران عميقان لا يبغي حدهما على صاحبه يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين عليهما السلام.
وفي المجمع عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري انّ البحرين عليّ وفاطمة عليهما السلام والبرزخ محمد صلّى الله عليه وآلأه واللّؤلؤ والمرجان الحسن والحسين عليهما السلام.
{ (23) فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُما تُكَذِّبَانِ }.
{ (24) ولَهُ الْجَوَارِ } السفن جمع جارية { الْمُنْشَئاتُ } قيل المرفوعات الشراع وقرىء بكسر الشين اي الرّافعات الشراع { فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ } كالجبال جمع علم وهو الجبل الطّويل.
{ (25) فَبِأَيِّ آلآءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ }.
{ (26) كُلُّ مَنْ عَلَيهَا } من على وجه الأرض { فانٍ }.