التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ
٧١
أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ
٧٢
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ
٧٣
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٧٤
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ
٧٥
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
٧٦
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ
٧٧
فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
٧٨
لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ
٧٩
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨٠
أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ
٨١
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
٨٢
-الواقعة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (71) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ } تقدحون.
{ (72) ءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ } يعني الشجرة التي منها الزناد.
{ (73) نَحْنُ جَعَلْنَاها } جعلنا نار الزّناد { تَذِكرَةً } القمّي لنا يوم القيامة.
وعن الصادق عليه السلام انّ ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنّم وقد اطفأت سبعين مرّة بالماء ثم التهب ولولا ذلك ما استطاع آدميّ ان يطفأها وانّها لتؤتى يوم القيامة حتى توضع على النّار فتصرخ صرخة حتّى لا يبقى ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل الاّ جثا على ركبتيه فزعاً من صرختها { وَمَتاعاً } ومنفعة { لِلْمُقْوِينَ } الذين ينزلون القواء وهي القفر او للّذين خلت بطونهم او مزاودهم من الطعام من اقوت الدار اذا خلت من ساكنيها كذا قيل والقمّي قال المحتاجين.
{ (74) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } فاحدث التسبيح بذكر اسمه.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا نزلت هذه الآية قال اجعلوها في ركوعكم.
وفي الفقيه مثله.
{ (75) فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } بمساقطها وقرىء بموقع القمّي قال معناه فاقسم بمواقع النجوم.
وفي المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام انّ مواقع النجوم رجومها للشياطين فكان المجرمون يقسمون بها فقال سبحانه فلا اقسم بها فقال.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال كان اهل الجاهليّة يحلفون بها فقال الله عزّ وجلّ فلا اقسم بمواقع النجوم قال عظم امر من يحلف بها.
{ (76) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }.
في الفقيه عن الصادق عليه السلام يعني به اليمين بالبراءة من الأئمّة عليهم السلام يحلف بها الرجل انّ ذلك عند الله عظيم قال وهذا الحديث في نوادر الحكمة.
{ (77) إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ } كثير النفع لاشتماله على اصول العلوم المهمّة في اصلاح المعاش والمعاد.
{ (78) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } مصون وهو اللّوح كما في حديث تفسير ن والقلم.
{ (79) لاَ يَمَسُّهُ إلاَّ الْمُطَهَّرُونَ } لا يطلع على اللّوح الاّ المطهرون من الكدورات الجسمانيّة او لا يمسّ القرآن الاّ المطهّرون من الاحداث فيكون نفياً بمعنى نهي.
في التهذيب عن الكاظم عليه السلام قال المصحف لا تمسّه على غير طهر ولا جنباً ولا تمسّ خيطه ولا تعلّقه انّ الله تعالى يقول لا يمسّه الاّ المطهّرون وفي الاحتجاج لما استخلف عمر سأل عليّاً عليه السلام ان يدفع اليهم القرآن فيحرّفوه فيما بينهم فقال يا ابا الحسن ان جئت بالقرآن الذي جئت به الى ابي بكر حتّى نجتمع عليه فقال هيهات ليس الى ذلك سبيل انّما جئت به الى ابي بكر لتقوم الحجّة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة انّا كنّا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به فانّ القرآن الذي عندي لا يمسّه الاّ المطهّرون والأوصياء من ولدي فقال عمر فهل وقت لاظهاره معلوم قال عليّ عليه السلام نعم اذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل النّاس عليه فتجري السّنة به.
أقولُ: وفي التحقيق لا مُنافاة بين المعنيين لجواز الجمع بينهما ورادة كلّ منهما او يكون احدهما تفسيراً والآخر تاويلاً.
{ (80) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ }.
{ (81) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ } يعني القرآن { أَنتُمْ مُدْهِنُونَ } متهاونون.
{ (82) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ } اي شكر رزقكم { أَنَّكُمْ تَكَذِّبُونَ } اي بمن انزله عليكم ورزقكم ايّاه حيث تنسبون الاشياء الى الانواء.
القمّي عن امير المؤمنين عليه السلام انّه قرأ الواقعة فقال تجعلون شكركم انّكم تكذّبون فلمّا انصرف قال انّي قد عرفت انّه سيقول قائل لم قرأ هكذا قراءتها انّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقرؤها كذلك وكانوا اذا امطروا قالوا امطرنا نبؤ كذا وكذا فأنزل الله وتجعلون شكركم انّكم تكذّبون.
وعن الصادق عليه السلام في قوله وتجعلون رزقكم قال بل وهي تجعلون شكركم.