التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٩
إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
١٠
-المجادلة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ } كما يفعله المنافقون { وَتَناجَوْا بِالبِرِّ وَالتَّقْوَى } بما يتضمّن خير المؤمنين والاتّقاء عن معصية الرسول { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } فيما تأتون وتذرون فانّه مجازيكم عليه.
{ (10) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ } فانّه المزيّن لها والحامل عليها { لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا } بتوهّمهم انّها في نكبة اصابتهم { وَلَيْسَ } الشيطان او التناجي { بِضَآرِّهِمْ } بضارّ المؤمنين { شَيْئاً إِلاّ بِإِذْنِ اللَّهِ } بمشيّته { وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } ولا يبالوا بنجواهم.
القمّي عن الباقر عليه السلام انّه سئل عن قول الله انّما النجوى من الشيطان قال الثاني.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال اذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فانّ ذلك يحزنه وفيه وقيل ان المراد بالآية احلام المنام التي يراها الانسان في نومه فتحزنه.
والقمّي عن الصادق عليه السلام كان سبب نزول هذه الآية انّ فاطمة عليها السلام رأت في منامها انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله همّ ان يخرج هو وفاطمة وعليّ والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة فخرجوا حتّى جازوا من حيطان المدينة فعرض لهم طريقان فاخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات اليمين حتى انتهى الى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلّى الله عليه وآله شاة ذراء وهي التي في احد اذنيها نقط بيض فأمر بذبحها فلمّا اكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة عليها السلام باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله صلّى الله عليه وآله بذلك فلمّا اصبحت جاء رسول الله صلّى الله عليه وآله بحمار فأركب عليه فاطمة عليها السلام وامر ان يخرج امير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة كما رأت فاطمة عليها السلام في نومها فلمّا خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات اليمين كما رأت فاطمة عليها السلام حتّى انتهوا الى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلّى الله عليه وآله شاة ذراء كما رأت فاطمة عليها السلام فأمر بذبحها وشويت فلمّا ارادوا اكلها قامت فاطمة عليها السلام وتنحّت ناحية منهم تبكي مخافة ان يموتوا فطلبها رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى وقع عليها وهي تبكي فقال ما شأنك يا بنيّة قالت يا رسول الله صلّى الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت انت كما رأيته فتنحّيت عنكم لئلاّ اراكم تموتون فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله فصلّى ركعتين ثمّ ناجى ربّه فنزل عليه جبرئيل فقال يا محمد هذا شيطان يقال الزّها وهو الذي أرى فاطمة هذه الرّؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمّون فأمر جبرئيل عليه السلام فجاء به الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال له انت الذي أريت فاطمة هذه الرّؤيا فقال نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات قبيحة في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمّد صلّى الله عليه وآله يا محمّد اذا رأيت شيئاً في منامك تكرهه او رأى احد من المؤمنين فليقل أَعُوذُ بِما عاذَتْ بِهِ مَلئِكَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُون َوانبياء اللّهِ الْمُرْسَلُونَ وعباد الله الصالحون من شرّ ما رأيت في رؤياي ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله احد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات فانّه لا يضرّه ما رأى فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله انّما النّجوى من الشيطان الآية.
وفي الكافي عنه عليه السلام قال اذا رأى الرّجل منكم ما يكره في منامه فليتحوّل عن شقّه الذي كان عليه نائماً وليقل انّما النّجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارّهم شيئاً الاّ بإذن الله ثمّ ليقل عُذْتُ بِما عاذت به ملائكة الله المقرّبون وَانبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شرّ ما رأيت ومن شرّ الشيطان الرجيم.