التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٢
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ
١٣
-الممتحنة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (12) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنِاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ } يريد وأد البنات او الاسقاط { وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأرْجُلِهِنَّ } في الجوامع كانت المرأة تلتقط المولود فتقول لزوجها هذا ولدي منك كنّى بالبهتان المفترى بين يديها ورجليها عن الولد الذي تلصقه بزوجها كذباً لأنّ بطنها الذي يتحمّله فيه بين اليدين وفرجها الذي تلده بين الرجلين { وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ } في حسنة تأمرهنّ بها.
القمّي عن الصادق عليه السلام هو ما فرض الله عليهنّ من الصلاة والزكاة وما امرهنّ به من خير { فَبايِعْهُنَّ } بضمان الثواب على الوفاء بهذه الأشياء { وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال لمّا فتح رسول الله صلىّ الله عليه وآله مكّة بايع الرجال ثم جاءت النساء يبايعنه فأنزل الله عزّ وجلّ يا ايّها النبيّ الآية قالت هند امّا الولد فقد ربّينا صغاراً وقتلتهم كباراً وقالت امّ الحكم بنت الحارث بن الهشام وكانت عند عكرمة بن ابي جهل يا رسول الله ما ذلك المعروف الّذي امرنا الله ان لا نعصيك فيه قال لا تلطمن خدّاً ولا تخمشنّ وجهاً ولا تنتفنّ شعراً ولا تشقّقن جيباً ولا تسوّدن ثوباً ولا تدعين بويل فبايعهنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله على هذا فقالت يا رسول الله كيف نبايعك قال انّني لا اصافح النّساء فدعا بقدح من ماء فأدخل يده ثم اخرجها فقال ادخلن ايديكنّ في هذا الماء فهي البيعة والقمّي ذكر عبد المطّلب مكان هشام وزاد ولا تقمن عند قبر.
وفي رواية اخرى في الكافي ولا تنشرن شعراً.
وفيه عنه عليه السلام قال جمعهنّ حوله ثم دعا بتور برام فصبّ فيه ماء نضوحا ثمّ غمس يده فيه ثم قال اسمعن يا هؤلاء ابايعكنّ على ان لا تشركن بالله شيئاً ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن اولادكنّ ولا تأتينّ ببهتان تفترينه بن ايديكنّ وأرجلكن ولا تعصين بعولتكنّ في معروف ءَأَقررتنّ قلن نعم فأخرج يده من التور ثم قال لهنّ اغمسن ايديكنّ ففعلن فكانت يد رسول الله الطاهرة اطيب من ان يمس بها كفّ انثى ليست له بمحرم.
{ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } يعني عامّة الكفّار أو اليهود اذ روي انّها نزلت في بعض فقراء المسلمين كانوا يواصلون اليهود ليصيبوا من ثمارهم { قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ } لكفرهم بها او لعلمهم بأنّه لاحظّ لهم فيها لعنادهم الرسول المنعوت في التوراة المؤيّد بالمعجزات { كَمَا يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ } ان يبعثوا او يثابوا او ينالهم خير منهم او كما يئس الكفّار الذين ماتوا فعاينوا الآخرة.
في ثواب الأعمال والمجمع عن السجّاد عليه السلام من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للإِيمان ونوّر له بصره ولا يصيبه فقر ابداً ولا جنون في بدنه ولا في ولده انشاء الله تعالى.