التفاسير

< >
عرض

إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ
١
ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ
٣
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
٤
-المنافقون

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) إِذا جاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ واللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ } لأنّهم لم يعتقدوا ذلك لما كانت الشهادة اخباراً عن علم لأنّها من الشهود بمعنى الحضور والاطّلاع ولذلك صدّق المشهود به وكذبهم في الشهادة.
في الاحتجاج عن الباقر عليه السلام قال له طاووس اليماني اخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحقّ وكانوا كاذبين قال المنافقون حين قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله نشهد انّك رسول الله.
{ (2) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ } حلفهم الكاذب { جُنَّةً } وقاية عن القتل والسبي { فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } صدّاً أو صدوداً { إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } من نفاقهم وصدّهم.
{ (3) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ } حتّى تمرّنوا على الكفر واستحكموا فيه { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } حقيقة الايمان ولا يعرفون صحّته.
{ (4) وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ } لضخامتها وصباحتها { وَإِنْ يَقُولُونَ تَسْمَعُ لِقَوْلِهِمْ } لذلاقتهم وحلاوة كلامهم { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ } الى الحائط في كونهم اشباحاً خالية عن العلم والنظر.
القمّي عن الباقر عليه السلام يقول لا يسمعون ولا يعقلون { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } اي واقعة عليهم لجبنهم واتّهامهم { هُمُ الْعَدُوُّ } استيناف { فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } دعاء عليهم { أَنَّى يُؤْفَكُونَ } كيف يصرفون عن الحقّ.