التفاسير

< >
عرض

لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ
٣٧
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ
٣٨
وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ
٣٩
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
٤٠
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ
٤١
وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ
٤٢
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٤٣
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ
٤٤
لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ
٤٥
ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ
٤٦
فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
٤٧
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ
٤٨
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ
٤٩
وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٥٠
وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ
٥١
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٥٢
-الحاقة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (37) لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِئُونَ } اصحاب الخطايا من خطى الرّجل اذا تعمّد الذنب.
{ (38) فَلآ أُقْسِمُ } لا مزيدة { بِما تُبْصِرُونَ }.
{ (39) وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } بالمشاهدات والمغيبات.
{ (40) إِنَّهُ } انّ القرآن { لَقُوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } على الله يبلّغه عن الله فانّ الرسول لا يقول عن نفسه والمراد امّا محمد صلّى الله عليه وآله او جبرئيل.
{ (41) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ } كما تزعمون تارة { قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ }.
{ (42) وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ } كما تدعون اُخرى { قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ } ولذلك يلتبس الامر عليكم قيل ذكر الإِيمان مع نفي الشاعريّة والتذكّر مع نفي الكاهنيّة لأنّ عدم مشابهة القرآن للشعر امر بيّن لا ينكره الاّ معاند بخلاف مباينته للكهانة فان العلم بها يتوقّف على تذكّر احوال الرسول ومعاني القرآن المنافية لطريقة الكهنة ومعاني اقوالهم وقرىء بالياء فيهما.
{ (43) تَنْزِيلٌ } هو تنزيل { مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ } نزّله على لسان جبرئيل.
{ (44) وََلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ } القمّي يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله.
{ (45) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ } بيمينه او بقوّتنا القمّي قال انتقمنا منه بقوّة.
{ (46) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ } اي نياط قلبه والقمي قال عرق في الظَّهر يكون منه الولد وهو تصوير لإِهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه.
{ (47) فَمَا مِنكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ } دافعين يعني انّه لا يتكلّف الكذب علينا لأجلكم مع علمه انّه لو تكلّف ذلك لعاقبناه ثم لم تقدروا على دفع عقوبتنا عنه القمّي يعني لا يحجز الله احد ولا يمنعه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.
{ (48) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ }.
{ (49) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ }.
{ (50) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ } اذا رأوا ثواب المؤمنين به.
{ (51) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ } الذي لا ريب فيه.
{ (52) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } فسبّح الله بذكر اسمه العظيم تنزيهاً له عن الرضا بالتقوّل عليه وشكراً على ما اوحى اليك.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام انّه لقول رسول كريم يعني جبرئيل من الله في ولاية عليّ عليه السلام قال قالوا انّ محمّداً كذب على ربّه وما امره الله بهذا في عليّ فأنزل الله بذلك قرآناً فقال انّ ولاية عليّ عليه السلام تنزيل من ربّ العالمين ولو تقّول علينا بعض الأقاويل الآية ثم عطف القول فقال انّ ولاية عليّ عليه السلام لتذكرة للمتّقين للعالمين وانّ عليّاً عليه السلام لحسرة على الكافرين وانّ ولايته لحقّ اليقين فسبّح يا محمّد باسم ربّك العظيم يقول اشكر ربّك العظيم الذي اعطاك هذا الفضل.
والعيّاشي عن الصادق عليه السلام قال لمّا اخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليّ وأظهر ولايته قالا جميعاً والله ما هذا من تلقاء الله ولا هذا الاّ شيء اراد ان يشرّف به ابن عمّه فأنزل الله { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْْنا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ } الآيات انّ منكم مكذّبين فلاناً وفلاناً وانّه لحسرة على الكافرين يعني عليّاً عليه السلام والقمّي يعني امير المؤمنين عليه السلام.
في ثواب الأعمال عن الصادق عليه السلام اكثر من قراءة الحاقة فانّ قراءتها في الفرائض والنوافل من الإِيمان بالله ورسوله لأنّها انّما نزلت في امير المؤمنين عليه السلام ومعاوية ولم يسلب قارئها دينه حتّى يلقى الله عزّ وجلّ.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام مثله بدون قوله لأنّها انّما نزلت في امير المؤمنين عليه السلام ومعاوية عليه الهاوية.