التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
٣٠
فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ
٣١
وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
٣٢
وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ
٣٣
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ
٣٤
أُوْلَـٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ
٣٥
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ
٣٦
عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ
٣٧
أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ
٣٨
كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ
٣٩
فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ
٤٠
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
٤١
فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٤٢
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ
٤٣
خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ
٤٤
-المعارج

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (30) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }.
{ (31) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } مضى تفسيرها في سورة المؤمنين.
{ (32) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ } حافظون وقرىء لأمانتهم.
{ (33) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَتِهِمْ قَائِمُونَ } لا يكتمون ولا ينكرون وقرىء بشهاداتهم لاختلاف الانواع.
{ (34) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } فيراعون شرائطها وآدابها.
في الكافي والمجمع عن الباقر عليه السلام قال هي الفريضة وَالَّذِينَ هم عَلى صَلواتِهِمْ دائمون هي النافلة.
وعن الكاظم عليه السلام اولئك اصحاب الخمسين صلاة من شيعتنا.
{ (35) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ }.
{ (36) فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ } حولك { مُهْطِعِينَ } مسرعين.
{ (37) عَنْ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } قيل فرقاً شتّى جمع عزّة والقمّي يقول قعود.
وفي الإِحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد ذكر المنافقين قال وما زال رسول الله صلّى الله عليه وآله يتألّفهم ويقرّبهم ويجلسهم عن يمينه وشماله حتّى اذن الله عزّ وجلّ له في ابعادهم بقوله واهجرهم هجراً جميلاً وبقوله فما للذين كفروا قبلك مهطعين الآيات.
{ (38) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } بلا إيمان قيل هو انكار لقولهم لو صحّ ما يقوله لنكون فيها افضل حظّاً منهم كما في الدنيا.
{ (39) كَلاَّ } ردع عن هذا الطمع { إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ } القمّي قال من نطفة ثم علقة.
أقولُ: يعني انّ المخلوق من النّطفة القذرة لا يتأهلّ لعالم القدس ما لم يستكمل بالإِيمان والطاعة ولم يتخلّق بالأخلاق الملكيّة.
{ (40) فَلاَ أُقْسِمُ } لا مزيدة للتّأكيد وهو شائع في كلامهم القمّي اي اقسم { بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغَارِبِ } قال قال مشارق الشّتاء ومشارق الصيف ومغارب الشتاء ومغارب الصّيف.
وفي المعاني عن امير المؤمنين عليه السلام في هذه الآية قال لها ثلاثمأة وستّون مشرقاً وثلاثمأة وستّون مغرباً فيومها الّذي تشرق فيه لا تعود فيه الاّ من قابل ويومها الذي تغرب فيه ولا تعود فيه الاّ من قابل.
وفي الإحتجاج عنه عليه السلام فيها قال لها ثلاثمأة وستّون برجاً تطلع كلّ يوم من برج وتغيب في آخر فلا تعود اليه الاّ من قابل في ذلك اليوم { إِنَّا لَقادِرُونَ }.
{ (41) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرَاً مِنْهُمْ } اي نهلكهم ونأتي بخلقٍ امثل منهم { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } بمغلوبين ان اردنا ذلك.
{ (42) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }.
{ (43) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْداثِ } من القبور { سِراعاً } مسرعين { كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } الى منصوب للعبادة او علم يسرعون القمّي قال الى الدّاعي يبادرون وقرىء نصب بضمّتين على الجمع.
{ (44) خَاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } في الدنيا.
في ثواب الأعمال عن الصادق عليه السلام اكثروا من قراءة سأل سائل فانّ من اكثر قراءتها لم يسأله الله تعالى يوم القيامة عن ذنب عمله واسكنه الجنّة مع محمّد صلّى الله عليه وآله وفي المجمع عن الباقر عليه السلام مثله.