التفاسير

< >
عرض

سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
١
لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ
٢
مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلْمَعَارِجِ
٣
تَعْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
٤
فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً
٥
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً
٦
وَنَرَاهُ قَرِيباً
٧
-المعارج

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذابٍ وَاقِعٍ } اي دعا داع به بمعنى استدعاه وقرىء سأل بالألف وهو امّا لغة فيه وامّا من السّيلان.
{ (2) لِلْكَافِرِينَ }.
في الكافي مقطوعاً انّها نزلت للكافرين بولاية عليّ عليه السلام قال هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمّد صلّى الله عليه وآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام.
أقولُ: ويدّل على هذا ما مرّ في سبب نزولها في سورة الأنفال عند قوله تعالى واذ قالوا اللّهم ان كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم.
والقمّي عن الباقر عليه السلام انّه سئل عن معنى هذه الآية فقال نار تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتّى تأتي دار بني سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع داراً لبني اميّة الاّ احرقتها واهلها ولا تدع داراً فيها وتر لآل محمّد صلوات الله عليهم الاّ احرقتها وذلك المهديّ قال في حديث آخر لما اصطفّت الخيلان يوم بدر رفع ابو جهل يده فقال اللّهم أقطعنا للرّحم واتانا بما لا نعرفه فاجأه العذاب فأنزل الله تبارك وتعالى سأل سائل بعذاب واقع { لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } يردّه.
{ (3) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ } ذي المصاعد وهي الدرجات التي تصعد فيها الكلم الطيّب والعمل الصالح ويترقّى فيها المؤمنون في سلوكهم وتعرج الملائكة والرّوح فيها.
{ (4) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } استئناف لبيان ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها على سبيل تمثيل الملكوت بالملك في نحو الامتداد الزّماني المنزّه عنه الملكوت.
والقمّي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال تعرج الملائكة والرّوح في صبح ليلة القدر اليه من عند النبيّ صلّى الله عليه وآله والوصيّ عليه السلام.
وفي الإِحتجاج عن امير المؤمنين عليه السلام وقد ذكر النبيّ صلّى الله عليه وآله قال اسرى به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين الف عام اقلّ من ثلث ليلة حتى انتهى الى ساق العرش.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام انّ للقيامة خمسين موقفاً كلّ موقف مقام الف سنة ثم تلا في يومٍ الآية.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله
"قيل له يا رسول الله ما أطول هذا اليوم فقال والذي نفس محمد صلّى الله عليه وآله بيده انّه ليخف على المؤمن حتّى يكون اخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصلّيها في الدنيا" وعن الصادق عليه السلام لو ولّى الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين الف سنة من قبل ان يفرغوا والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة.
وعنه عليه السلام قال لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل اهل الجنّة في الجنّة واهل النار في النّار.
{ (5) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } القمّي اي لتكذيب من كذّب انّ ذلك يكون.
{ (6) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً } من الإِمكان.
{ (7) وَنَرَاهُ قَرِيباً } من الوقوع.