التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً
١١
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً
١٢
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً
١٣
وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً
١٤
وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً
١٥
وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً
١٦
لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً
١٧
وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً
١٨
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً
١٩
قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً
٢٠
قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً
٢١
قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً
٢٢
إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً
٢٣
-الجن

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (11) وَأَنًَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ } قوم دون ذلك { كُنَّا طَرائِقَ قَِدَداً } متفرّقة من قد اذا قطع القمّي اي على مذاهب مختلفة.
{ (12) وَأَنَّا ظَنَنَّا } علمنا { أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الأرْضِ } كائنين اينما كنّا فيها { وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً } هاربين منها الى السماء ولن نعجزه في الأرض هرباً ان طلبنا.
{ (13) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَ يَخافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } نقصان في الجزاء ولا ان يرهقه ذلّة القمي قال البخس النقصان والرهق العذاب.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال الهدى الولاية آمنّا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً قل تنزيل قال لا تأويل.
{ (14) وَأنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ } الجائزون عن طريق الحقّ { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً } توخّوا رشداً عظيماً يبلغهم الى دار الثواب.
القمّي عن الباقر عليه السلام اي الذين اقرّوا بولايتنا.
{ (15) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً } توقد بهم نارها.
{ (16) وَأَلَوِ اسْتَقَامُوا } وانّه لو استقاموا { عَلَى الطَّرِيقَةِ } الطريق المثلى { لأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً } لوسّعنا عليهم الرزق والغدق الكثير.
في المجمع عن الصادق عليه السلام قال معناه لأفدناهم علماً كثيراً يتعلّمونه من الأئمّة عليهم السلام.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام يعني لو استقاموا على ولاية امير المؤمنين عليّ والأوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماءاً غدقاً يقول لأشربنا قلوبهم الإِيمان.
{ (17) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } لنختبرهم كيف يشكرونه { وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ }.
القمّي عن ابن عبّاس قال ذكر ربّه ولاية عليّ بن ابي طالب عليه السلام { يَسْلُكْهُ } يدخله { عَذاباً صَعَداً } شاقاً يعلو المعذّب ويغلبه.
{ (18) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ } مختصّة به { فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }.
في الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام يعني بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والابهامين.
وفي الكافي عن الصادق والعيّاشي عن الجواد عليهما السلام والقمّي مثله.
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام انّ المساجد هم الأوصياء.
والقمّي عن الرضا هم الأئمّة عليه السلام.
{ (19) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ } يعني محمداً صلّى الله عليه وآله { يَدْعُوهُ } يعبده القمّي كناية عن الله { كادُوا } قال يعني قريشاً { يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } من ازدحامهم عليه تعجبّاً ممّا رأوا من عبادته وسمعوا من قراءته.
{ (20) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبَِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً } فليس ذلك ببدع ولا منكر يوجب اطباقكم على مقتي وتعجّبكم وقرىء قل على الامر للنبيّ صلّى الله عليه وآله ليوافق ما بعده.
{ (21) قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً }.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا الناس الى ولاية عليّ عليه السلام فاجتمعت إليه قريش فقالوا يا محمّد عفنا من هذا فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله هذا الى الله ليس اليّ فاتّهموه وخرجوا من عنده فأنزل الله عزّ وجلّ قل انّي لا املك الآية.
{ (22) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ } قال ان عصيته { وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً } متحرفاً ولتجأً. { (23)إِلاَّ بلاغاً مِنَ الله ورسالاته } قبل استثناء من ملتحداً أي الا تبليغاً من الله آياته ورسالاته فانه ملتجأي أو من لا أملك أي لا أملك سوى تبلغ وحي الله بتوفيقه وعونه.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام الاّ بلاغاً من الله ورسالاته في عليّ عليه السلام قيل هذا تنزيل قال نعم { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } قال في ولاية عليّ عليه السلام { فإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيهَا أَبَداً }.