التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ
١
قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً
٢
نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً
٣
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً
٤
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً
٥
إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً
٦
إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً
٧
وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً
٨
رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً
٩
-المزمل

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ } اصله المتزمّل من تزمّل اذا تلفّف بها القمّي قال هو النبيّ صلّى الله عليه وآله كان يتزّمل بثوبه وينام فقال الله يا ايّها المزّمّل.
{ (2) قَُمِ اللَّيْلَ } اي الى الصلاة { إِلاَّ قَلِيلاً }.
{ (3) نِصْفَهُ أَوْ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً }.
{ (4) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ }.
في المجمع عن الصادق عليه السلام قال القليل النصف او انقص من القليل قليلاً او زد على القليل قليلاً والقمّي ما يقرب منه { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }.
في الكافي عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال قال أمير المؤمنين عليه السلام بيّنه بياناً ولا تهذّه هذّ الشعر ولا تنثره نثر الرّمل ولكن افرغوا قلوبكم القاسية ولا يكن همّ احدكم آخر السورة وقد مرّ شرح هذا الحديث وأخبار آخر في معنى الترتيل في المقدمة الحادية عشرة.
{ (5) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } قيل اي القرآن فانّه لما فيه من التكاليف ثقيل على المكلّفين وقيل اي ثقيل نزوله عليه فانّه كان يتغيّر حاله عند نزوله ويعرق.
العيّاشي عن أمير المؤمنين عليه السلام لقد نزلت عليه سورة المائدة وهو على بغلة شهباء وثقل عليه الوحي حتى وقعت وتدلّى بطنها حتى رأيت سرّتها تكاد تمسّ الأرض والقمّي قولاً ثقيلاً قال قيام اللّيل وهو قوله انّ ناشئة اللّيل الآية.
{ (6) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ } قيل اي النّفس التي تنشأ من مضجعها الى العبادة اي تنهض او العبادة التي تنشا باللّيل اي تحدث { هِيَ أشَدُّ وَطْأً } اي كلفةً او ثبات قدم وقرىء وِطأً أي مواطأة القلب اللّسان لها او فيها { وَأَقْوَمُ قِيلاً } واسدّ مقالاً واثبت قراءة لحضور القلب وهدوء الاصوات والقمّي قال اصدق القول.
وفي الفقيه والتهذيب عن الصادق عليه السلام في قوله انّ ناشئة اللّيل الآية قال قيام الرجل عن فراشه يريد به الله عزّ وجلّ لا يريد به غيره وفي رواية لا يريد الاّ الله.
وفي الكافي والعلل عنه عليه السلام ما في معناه.
{ (7) إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً }.
القمّي عن الباقر عليه السلام يقول فراغاً طويلاً لنومك وحاجتك.
{ (8) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } وانقطع اليه بالعبادة وجرّد نفسك عمّا سواه القمّي يقول اخلص اليه اخلاصاً.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال الدعاء باصبع واحدة يشير بها.
وعنه عليه السلام التبتّل الايماء بالاصبع.
وفي المجمع عنهما عليهما السلام انّ التبتّل هنا رفع اليدين في الصلاة وفي رواية هو رفع يدك الى الله وتضرّعك اليه.
وفي المعاني عن الكاظم عليه السلام التبتّل ان تقلّب كفّيك في الدعاء اذا دعوت.
والقمّي قال رفع اليدين وتحريك السّبّابتين.
{ (9) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً }.