التفاسير

< >
عرض

فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ
٤٩
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ
٥٠
فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ
٥١
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً
٥٢
كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ
٥٣
كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ
٥٤
فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ
٥٥
وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ
٥٦
-المدثر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (49) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ }.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال اي عن الولاية معرضين والقمّي قال عمّا يذكر لهم من موالاة امير المؤمنين عليه السلام.
{ (50) كَأَنَّهُمْ حَمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ }.
{ (51) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } شبّههم في اعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة فرّت من اسد.
{ (52) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً } قراطيس تنشر وتقرأ قيل وذلك لأنّهم قالوا للنبيّ صلّى الله عليه وآله لن نتّبعك حتّى تأتي كلاًّ منّا بكتاب من السماء فيه من الله الى فلان اتّبع محمداً صلّى الله عليه وآله.
والقمّي عن الباقر عليه السلام وذلك انّهم قالوا يا محمد قد بلغنا انّ الرجل من بني اسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفّارته فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال يسألك قومك سنّة بني اسرائيل في الذنوب فان شاؤوا فعلنا ذلك بهم واخذناهم بما كنّا نأخذ به بني اسرائيل فزعموا انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كره ذلك لقومه.
{ (53) كَلاَّ } ردع عن اقتراحهم الآيات { بَلْ لاَ يَخَافُونَ الآخِرَةَ } فلذلك اعرضوا عن التذكرة.
{ (54) كَلاَّ } ردع اعراضهم { إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } وايّ تذكرة.
{ (55) فَمَنْ شَآءَ ذَكَرَهُ }.
{ (56) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشآءَ اللَّهُ } وقرىء بالتاء { هُوَ أَهْلُ التَّقْوى } حقيق بأن يتّقى عقابه { وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } حقيق بأن يغفر لعباده.
في التوحيد عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال قال الله تبارك وتعالى انا اهل ان اتّقى ولا يشرك بي عبدي شيئاً وانا اهل ان لم يشرك بي عبدي شيئاً ان ادخله الجنّة وقال عليه السلام انّ الله تبارك وتعالى اقسم بعزّته وجلاله ان لا يعذّب اهل توحيده بالنار ابداً.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام من قرأ في الفريضة سورة المدّثر حقّاً على الله عزّ وجلّ ان يجعله مع محمّد صلىّ الله عليه وآله في درجته ولا يدركه في الحياة الدنيا شقاء ابداً ان شاء الله.