التفاسير

< >
عرض

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً
١٩
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً
٢٠
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً
٢١
إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً
٢٢
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ تَنزِيلاً
٢٣
فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً
٢٤
وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
٢٥
وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً
٢٦
إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً
٢٧
نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً
٢٨
إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً
٢٩
وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
٣٠
يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
٣١
-الإنسان

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (19) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ } قيل دائمون والقمّي مسورون { إِذا رَأَيْتـَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً } من صفاء الوانهم وانبثائهم في مجالسهم وانعكاس شعاع بعضهم الى بعض.
{ (20) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً }.
في الكافي والقمّي عن الباقر عليه السلام في حديث يصف فيه حال المؤمن اذا دخل الجنان والغرف انه قال في هذه الآية يعني بذلك وليّ الله وما هو من الكرامة والنعيم والملك العظيم وانّ الملائكة من رسل الله ليستأذنون عليه فلا يدخلون عليه الاّ باذنه فذلك الملك العظيم وقد مضى تمام الحديث في الرعد والفاطر والزمر.
وفي المعاني عن الصادق عليه السلام انّه سئل ما هذا الملك الكبير الذي كبّره الله عزّ وجلّ حتّى سمّاه كبيراً قال اذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة ارسل رسولاً الى وليّ من اوليائه فيجد الحجبة على بابه فتقول له قف حتّى نستأذن لك فما يصل اليه رسول ربّه الاّ باذنه فهو قوله وَإذا رَأَيْتَ ثمّّ رَأَيْتَ نَعيماً وملكاً كبيراً.
وفي المجمع عنه عليه السلام قال اي لا يزول ولا يفنى.
{ (21) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتبْرَقٌ } يعلوهم ثياب الحرير الخضر ما رقّ منها وما غلظ.
في المجمع عن الصادق عليه السلام والقمّي قال يعلوهم الثياب فيلبسونها وقرىء عاليهم بالرفع وخضر بالجرّ واستبرق بالرّفع وبالعكس وبالرفع فيهما { وَحُلُّوا أََسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُم شَراباً طَهُوراً }.
في الكافي والقمي عن الباقر عليه السلام في الحديث السابق وعلى باب الجنّة شجرة انّ الورق منها ليستظلّ تحتها الف رجل من النّاس وعن يمين الشجرة عين مطهّرة مزكّية قال فيسقون منها شربة فيطهّر الله بها قلوبهم من الحسد ويسقط عن ابشارهم الشعر وذلك قول الله عزّ وجلّ وَسَقَاهُمْ ربّهم شراباً طهوراً من تلك العين المطهرّة.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال يطهّرهم عن كلّ شيء سوى الله.
{ (22) إِنَّ هذَا كَانَ لَكُمْ جَزآءً } على اضمار القول { وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً } غير مضيّع.
{ (23) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً } مفرّقاً منجّماً.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال بولاية عليّ عليه السلام.
{ (24) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } بتأخير نصرك على الأعداء { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أوْ كَفُوراً }.
{ (25) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } القمّي قال بالغداة ونصف النهار.
{ (26) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وََسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } قال صلاة اللّيل.
وفي المجمع عن الرضا عليه السلام انّه سئل وما ذلك التسبيح قال صلاة اللّيل وقيل بكرة صلاة الفجر واصيلاً الظهران ومن الليل فاسجد له العشاءان وسبّحه ليلاً طويلاً اي وتهجّد له طائفة طويلة من اللّيل.
{ (27) إِنَّ هَؤُلآءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَائَهُمْ } امامهم او خلف ظهورهم { يَوْماً ثَقِيلاً }.
{ (28) نَحْنُ خََلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ } واحكمنا ربط مفاصلهم بالاعصاب القمي اي خلقهم { وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً } اهلكناهم وبدّلنا امثالهم في الخلقة وشدّة الاسر يعني النشأة الآخرة والمراد تبديلهم بغيرهم ممّن يطيع في الدنيا.
{ (29) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَآءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً } تقرّب اليه بالطاعة.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال الولاية.
{ (30) وَما تَشاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ }.
في الخرائج عن القائم عليه السلام انّه سئل عن المفوّضة قال كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشيئة الله عزّ وجلّ فاذا شاء شئنا ثمّ تلا هذه الآية وقرىء يشاؤن بالياء { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } لا يشاء الاّ ما يقتضيه علمه وحكمته.
{ (31) يُدْخِلُ مَنْ يَشآءُ فِي رَحَمَْتِهِ } بالهداية والتوفيق للطاعة.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال في ولايتنا { وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً }.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام من قرأ هل اتى على الإِنسان كلّ غداة خميس زوّجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء واربعة آلاف ثيّب وكان مع محمّد صلّى الله عليه وآله.
وفي الامالي عن الهادي عليه السلام من احبّ ان يقيه الله شرّ يوم الاثنين فليقرأ في اوّل ركعة من صلاة الغداء هل اتى على الانسان ثم قرأ فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم الآية.