التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
٤
ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
٥
أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً
٦
وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً
٧
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً
٨
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً
٩
وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً
١٠
وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً
١١
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً
١٢
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً
١٣
وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً
١٤
لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً
١٥
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً
١٦
إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً
١٧
يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً
١٨
وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً
١٩
وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً
٢٠
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً
٢١
لِّلطَّاغِينَ مَآباً
٢٢
لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً
٢٣
-النبأ

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (4) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } ردع عن التسائل ووعيد عليه.
{ (5) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } تكرير للمبالغة فثمّ للاشعار بأنّ الوعيد الثاني اشدّ وقرىء بالتّاء.
{ (6) أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهاداً } للنّاس.
{ (7) وَالْجِبالَ أَوْتاداً } للأرض.
{ (8) وَخلَقْناكُمْ أَزْواجاً } ذكراً وانثى.
{ (9) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } قطعاً عن الاحساس والحركة استراحة للقوى.
{ (10) وَجَعَلْنا اللَّيْلَ لِبَاساً } غطاء بظلمته من اراد الاختفاء والقمّي قال يلبس على النّهار.
{ (11) وَجَعَلْنا النَّهارَ مَعاشاً } وقت معاش تتقلّبون فيه لتحصيل ما تعيشون به.
{ (12) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } سبع سماوات اقوياء محكمات لا يؤثّر فيها مرور الدهور.
{ (13) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً } متلألئاً وقّاداً يعني الشمس.
{ (14) وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِراتِ } قيل السحائب اذا عصرت اي شارفت ان تعصرها الرّياح فتمطر والقمّي قال من السحاب { مَاءً ثَجَّاجاً } منصبّاً بكثرة.
{ (15) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبَّاً وَنَباتاً } ما يقتات به وما يعتلف من التبن والحشيش.
{ (16) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً } ملتفّة بعضها ببعض.
{ (17) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقاتاً } حدّاً يوقّت به من الدنيا وتنتهي عنده او حدّاً للخلائق ينتهون اليه.
{ (18) يَوْمَ يُنَْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً } جماعات من القبور الى المحشر.
في المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله انّه سئل عن هذه الآية فقال يحشر عشرة اصناف من امّتي اشتاتاً قد ميّزهم الله من المسلمين وبدّل صورهم فبعضهم على صورة القرد وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكوسون ارجلهم من فوق ووجوههم من تحت ثمّ يسحبون عليها وبعضهم عمي يتردّدون وبعضهم صم بكم لا يعقلون وبعضهم يمضغون ألسنتهم يسيل القيح من أفواههم لعاباً يتقذرهم أهل الجمع وبعضهم مقطّعة ايديهم وارجلهم وبعضهم مصلّبون على جذوع من نار وبعضهم اشدّ نتناً من الجيف وبعضهم يلبسون جباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم فأمّا الذين على صورة القردة فالقتّات من النّاس وامّا الذين على صورة الخنازير فأهل السحت وامّا المنكوسون على رؤوسهم فآكلة الربا والعمي الجائرون في الحكم والصمّ البكم المعجبون باعمالهم والذين يمضغون السنتهم العلماء والقضاة الذين خالف اعمالهم اقوالهم والمقطّعة ايديهم وارجلهم الذين يؤذون الجيران والمصلّبون على جذوع من نار فالسّعاة بالنّاس الى السلطان أشد نتناً من الجيف فالذين يتمتّعون بالشهوات واللذات ويمنعون حقّ الله تعالى في أموالهم والذين هم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء.
{ (19) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً } قيل شقّت شقوقاً والقمّي قال انفتح ابواب الجنان.
{ (20) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً } قال تسيّر الجبال مثل السراب الذي يلمع في المفازة.
{ (21) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصاداً } موضع رصد القمّي قائمة.
{ (22) لِلطَّاغِينَ مَآباً } مرجعاً ومأوى.
{ (23) لابِثِينَ فِيهَا } وقرىء لبثين { أَحْقاباً } دهوراً متتابعة القمّي قال الاحقاب السنون والحقب السنة والسنة عددها ثلاثمأة يوماً واليوم كألف سنة ممّا تعدّون.
وفي المعاني عن الصادق عليه السلام قال الاحقاب ثمانية حقب والحقب ثمانون سنة والسنة ثلاث مأة وستّون يوماً واليوم كألف سنة ممّا تعدّون.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يخرج من النّار من دخلها حتى يمكث فيها احقاباً والحقب بضع وستّون سنة والسنة ثلاثمأة وستّون يوماً كلّ يوم كألف سنة ممّا تعدّون فلا يتكلنّ احد على ان يخرج من النّار.
وعن العيّاشي عن الباقر عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال هذه في الذين يخرجون من النّار.