التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ
٢٠
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ
٢١
إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
٢٢
وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ
٢٣
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٢٤
وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٢٥
-الأنفال

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (20) يَآ أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّواْ عَنْهُ } عن الرّسُول { وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ } القرآن والمواعظ سماع فهم وتصديق.
{ (21) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا } ادّعوا السماع { وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } سماعاً ينتفعون به.
{ (22) إنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ } عن الحقّ { الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } الحقّ.
{ (23) وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خيْراً لأَسْمَعَهُمْ } سماع تفهّم { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ } وقد علم أن لا خير فيهِم { لَتَوَلَّوْا } ولم ينتفعُوا به { وَّهُم مُّعْرِضُونَ } لعنادهم.
في المجمع عن الباقر عليه السلام نزلت في بني عبد الدار لم يكن أسلم منهم غير مصعب بن عمير وحليف يقال له سويط.
{ (24) يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ } بالطاعة { إذَا دَعَاكُمْ } الرسول { لِمَا يُحْيِيكُمْ }.
في الكافي عن الصادق عليه السلام نزلت في ولاية عليّ عليه السلام.
والقميّ الحياة الجنّة.
وعن الباقر عليه السلام في هذه الآية ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام فانّ اتّباعكم إيّاه وولايته أجمع لأمركم وأبقى للعدل فيكم { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } يملك تقلّب القلوب من حال إلى حال.
القميّ أن يحول بينه وبين ما يريد.
وعن الباقر عليه السلام يحول بين المؤمن ومعصيته أن تقوده إلى النار وبين الكافر وبين طاعته أن يستكمل بها الإِيمان قال واعلموا أنّ الأعمالَ بخواتيمها.
وفي التّوحيد والعياشي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية يحول بينه وبين أن يعلم أنّ الباطل حقّ.
وفي المجمع والعياشي عنه عليه السلام معناه لا يستيقن القلب أنّ الحقّ باطل أبداً ولا يستيقن القلبُ أنّ الباطل حقّ أبداً، والعياشي عنه عليه السلام هو أن يشتهي الشّيءَ بسمعه وبصره ولسانه ويده أمّا إن هو غشي شيئاً ممّا يشتهي فانه لا يأتيه الاّ وقلبه منكر لا يقبل الذي يأتي يعرف أنّ الحق ليس فيه، وعن الباقر عليه السلام هذا الشيء يشتهيه الرّجل بقلبه وسمعه وبصره لا تتوق نفسه الى غير ذلك فقد حيل بينه وبين قلبه إلاّ ذلك الشيء { وَأَنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ } فيجازيكم بأعمالكم.
{ (25) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً } بل يعمهم وغيرهم كالمداهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وافتراق الكلمة وظهور البدع.
والعياشي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال أصابت الناس فتنة بعدما قبض الله نبيّه صلَّى الله عليه وآله وسلم حتى تركوا عليّاً عليه السلام وبايعوا غيره وهي الفتنة التي فتنوا بها وقد أمرهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم باتّباع عليّ عليه السلام والأوصياء من آل محمد صلوات الله عليهم.
وفي المجمع عن عليّ والباقر عليهمَا السلام أنّهما قرئا لتصيبنّ.
"وعن ابن عباس أنّها لما نزلت قال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم من ظلم عليّاً عليه السلام مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنّما جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء قبلي" .
والقميّ نزلت في طلحة والزّبير لما حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وظلموه { وَاعْلَمُواْ أَنَّْ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }.