التفاسير

< >
عرض

إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
١٥
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ
١٦
ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
١٧
كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
١٨
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ
١٩
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
٢٠
يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ
٢١
إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ
٢٢
عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
٢٣
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ
٢٤
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
٢٥
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
٢٦
-المطففين

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (13) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } قال وهو الأوّل والثاني كانا يكذّبان رسول الله صلّى الله عليه وآله.
{ (14) كَلاَّ } ردع عن هذا القول { بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }.
في الكافي والعيّاشي عن الباقر عليه السلام قال ما من عبد مؤمن الاّ وفي قلبه نكتة بيضاء فاذا اذنب ذنباً خرج من تلك النكتة نكتة سوداء فان تاب ذهب ذلك السّواد وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطّي البياض فاذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه الى خير ابداً وهو قول الله عزّ وجلّ كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
{ (15) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ }.
في العيون والتوحيد عن الرضا عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال انّ الله تعالى لا يوصف بمكان يحلّ فيه فيحجب عنه فيه عباده ولكنّه يعني انّهم عن ثواب ربّهم لمحجوبون.
وفي المجمع عن امير المؤمنين عليه السلام عن ثوابه ودار كرامته.
{ (16) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ } يدخلون النار ويصلون بها.
{ (17) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَّذِبُونَ }.
في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال يعني امير المؤمنين عليه السلام قيل تنزيل قال نعم.
{ (18) كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } القمّي أي ما كتب لهم من الثواب { (19) وَمَا أَدْراكَ مَا عِلِّيُّونَ }.
{ (20) كِتَابٌ مَرْقُومٌ }.
{ (21) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ }.
في الكافي عن الباقر عليه السلام قال انّ الله خلقنا من اعلى علّيين وخلق قلوب شيعتنا ممّا خلقنا منه وخلق ابدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوى الينا لأنّها خلقت ممّا خلقنا ثم تلا هذه الآية كلاّ انّ كتاب الابرار لفي علّيّين وما ادراك ما علّيّون كتاب مرقوم يشهده المقرّبون وخلق عدّونا من سجّين وخلق قلوب شيعتهم ممّا خلقهم منه وابدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى اليهم لأنّها خلقت ممّا خلقوا منه ثمّ تلا هذه الآية كلاّ انّ كتاب الفجّار لفي سجّين وما ادراك ما سجّين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذّبين.
أقولُ: الافاعيل المتكرّرة والاعتقادات الراسخة في النّفوس بمنزلة النّقوش الكتابيّة في الألواح فمن كانت معلوماته اموراً قدسيّة واخلاقة زكيّة واعمالة صالحة يأتي كتابه بيمينه اي من جانبه الأقوى الرّوحاني وهو جهة علّيّين وذلك لأنّ كتابه من جنس الألوح العالية والصحف المكرّمة المرفوعة المطهّرة بأيدي سفرة كرام بررة يشهده المقرّبون ومن كانت معلوماته مقصورة على الجرميّات واخلاقه سيئّة واعماله خبيثة يأتي كتابه بشماله اي من جانبه الأضعف الجسماني وهو جهة سجّين وذلك لأنّ كتابه من جنس الأوراق السّفليّة والصّحائف الحسّيّة القابلة للاحتراق فلا جسم يعذّب بالنّار وانّما عود الأرواح الى ما خلقت منه كما قال سبحانه كما بدأكم تعودون فما خلق من عليين فكتابه في علّيين وما خلق من سجّين فكتابه في سجّين.
{ (22) إِنَّ الأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ }.
{ (23) عَلَى الأَرائِكَ يَنظُرُونَ } على الأسرّة في الحجال ينظرون الى ما يسرّون به من النّعيم.
{ (24) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } بهجة التنعّم وبريقه وقرىء تعرف على بناء المفعول ونضرة بالرّفع.
{ (25) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ } شراب خالص { مَخْتُومٍ }.
{ (26) خِتَامُهُ مِسْكٌ } قيل اي مختوم اوانيه بالمسك مكان الطين ولعلّه تمثيل لنفاسته والقمّي قال ماء اذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه.
أقول: لعلّه اراد به انّه يجدها في آخر شربه وقرىء خاتمه بفتح التاء اي ما يختم به { وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } فليرتغب المرتغبون.