التفاسير

< >
عرض

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ
١
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٢
وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ
٣
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
٤
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٥
يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ
٦
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ
٧
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
٩
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ
١٠
فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً
١١
وَيَصْلَىٰ سَعِيراً
١٢
إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
١٣
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
١٤
بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً
١٥
فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ
١٦
وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
١٧
وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ
١٨
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ
١٩
-الانشقاق

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) إذَا السَّماءُ انشَقَّتْ } قيل بالغمام لقوله تعالى يوم تشقّق السماء بالغمام.
وروي عن عليّ عليه السلام تنشقّ من المجرة القمّي قال يوم القيامة.
{ (2) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } واستمعت له اي انقادت لتأثير قدرته حين اراد انشقاقها انقياد المطواع الذي يأذن للأمير ويذعن له { وَحُقَّتْ } وجعلت حقيقة بالاستماع والانقياد.
{ (3) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ } بسطت بأن تزال جبالها واكامها.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات فيبسطها ويمدّها مدَّ الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجاً ولا آمتاً.
{ (4) وَألْقَتْ مَا فِيهَا } ما في جوفها من الكنوز والاموات { وَتَخَلَّتْ } وتكلّفت في الخلّو اقصى جهدها حتّى لم يبق شيء في باطنها القمّي قال تمدّ الأرض فتنشقّ فيخرج النّاس منها.
{ (5) وأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } في الالقاء والتخلية { وَحُقَّتْ } للاذن وجواب اذا محذوف.
{ (6) يا أَيُّها الإِنسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } ساع اليه سعياً الى لقاء جزائه.
{ (6) فأَمَّا مَنْ أَوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ }.
{ (8) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } سهلاً لا مناقشة فيه.
في المعاني عن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله كلّ محاسب معذّب فقال له قائل يا رسول الله فأين قول الله عزّ جلّ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسيراً قال ذلك العرض يعني الصفح وفي الجوامع روي انّ الحساب اليسير هو الاثابة على الحسنات والتجاوز عن السّيئات ومن نوقش في الحساب عذّب.
{ (9) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } الى عشيرته المؤمنين والحور العين.
{ (10) وَأمَّا مَنْ أُوتِيَ كتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } قيل اي يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره وقيل تغلّ يمناه الى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره.
{ (11) فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً } يتمنّى الثبور ويقول واثبوراه وهو الهلاك والقمّي الثّبور الويل.
{ (12) وَيَصْلَى سَعِيراً } وقرىء يصلّي بالتّشديد من التصلية.
{ (13) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً } بطر بالمال والجاه فارغاً عن الآخرة.
{ (14) إِنَّه ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ } لن يرجع بعد ما يموت.
{ (15) بَلَى } يرجع { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } عالماً باعماله فلا يهمله بل يرجعه ويجازيه.
{ (16) فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ } القمّي الحمرة بعد غروب الشمس.
{ (17) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } وما جمعه وستره.
{ (18) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } إجتمع وتمَّ بدراً.
{ (19) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقَاً عَنْ طَبَقٍ } حالاً بعد حال مطابقة لاختها.
في الاكمال عن الصادق عليه السلام لتركبنّ طبقاً عن طبق اي سير من كان قبلكم.
وفي الجوامع عنه عليه السلام لتركبنّ سنن من قبلكم من الأوّلين واحوالهم.
وفي الاحتجاج عن امير المؤمنين عليه السلام اي لتسلكنّ سبيل من كان قبلكم من الامم في العذر بالاوصياء بعد الأنبياء.
وفي الكافي والقمي: عن الباقر عليه السلام اولم تركب هذه الامّة بعد نبيّها طبقاً عن طبق في امر فلان وفلان وفلان.
والقمّي يقول لتركبنّ سبيل من كان قبلكم حذو النّعل بالنّعل والقذّة بالقذّة لا تخطون طريقهم ولا يخطي شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتّى ان لو كان من قبلكم دخل جحر ضبّ لدخلتموه.
قالوا اليهود والنّصارى تعني يا رسول الله.
قال فمن اعني لينقض عرى الاسلام عروة عروة فيكون اوّل ما تنقضون من دينكم الامانة وآخره الصلاة وقرىء لتركبنّ بالفتح على خطاب الانسان باعتبار اللّفظ.