التفاسير

< >
عرض

بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
١٦
وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٧
إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ
١٨
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ
١٩
-الأعلى

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (16) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا } وقرىء بالياء.
{ (17) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } فانّ نعيمها خالص عن الغوايل لا انقطاع له.
{ (18) إِنَّ هذَا لَفِي الصُّحُفِ الأَولَى }.
{ (19) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } عليهم السلام اشارة الى ما سبق من قوله قد افلح.
وفي الخصال عن ابي ذرّ انّه سأل رسول الله صلّى الله عليه وآله كم انزل الله من كتاب قال مأة كتاب واربعة كتب انزل الله على شيث خمسين صحيفة وعلى ادريس عليه السلام ثلاثين صحيفة وعلى ابراهيم عليه السلام عشرين صحيفة وانزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان قال قلت يا رسول الله وما كان صحف ابراهيم عليه السلام قال كانت امثالاً كلّها وكان فيها ايّها الملك المبتلي المغرور انّي لم ابعثك لتجمع الدنيا بعضها الى بعض ولكنّي بعثتك لتردّ عنّي دعوة المظلوم فانّي لا اردّها وان كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً ان يكون له ثلاث ساعات ساعة يناجي فيها ربّه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكّر فيما صنع الله عزّ وجلّ اليه وساعة يخلو فيها بحظّ نفسه من الحلال فانّ هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام القلوب وتوديع لها وعلى العاقل ان يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شأنه حافظاً للسانه فانّ من حسب كلامه من عمله قلّ كلامه الاّ فيما يعنيه وعلى العاقل ان يكون طالباً لثلاث مرمّة لمعاش او تزوّد لمعاد او تلذّذ في غير محرم قال قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى قال كانت عبراً كلّها وفيها عجيبٌ لمن ايقن بالموت كيف يفرح ولمن ايقن بالنّار كيف يضحك ولمن يرى الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يطمئنّ اليها ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب ولمن ايقن بالحساب ثم لا يعمل قال قلت فهل في ايدينا ممّا انزل الله عليك شيء ممّا كان في صحب ابراهيم وموسى عليهم السلام قال يا ابا ذرّ اقرأ قد افلح من تزكّى الى آخر السورة.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام انّ الله عزّ وجلّ لم يعط الأنبياء شيئاً الا وقد أعطاه محمداً (ص) قال وقد اعطى محمداً (ص) ما اعطى الأنبياء وعندنا الصحف التي قال الله عزّ وجلّ صحف ابراهيم وموسى عليهما السلام قيل هي الألوح قال نعم.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ سبّح اسم ربّك الأعلى في فريضة او نافلة قيل له يوم القيامة ادخل الجنّة من ايّ ابواب الجنّة شئت ان شاء الله وعنه عليه السلام الواجب على كلّ مؤمن اذا كان لنا شيعة ان يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبّح اسم ربّك الأعلى.