التفاسير

< >
عرض

وَٱلْفَجْرِ
١
وَلَيالٍ عَشْرٍ
٢
وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ
٣
وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ
٤
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ
٥
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
٦
إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ
٧
ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ
٨
وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ
٩
وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ
١٠
ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ
١١
فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ
١٢
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
١٣
إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ
١٤
فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ
١٥
وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ
١٦
كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ
١٧
-الفجر

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) وَالْفَجْرِ }.
{ (2) وَلَيَالٍ عَشْرٍ } اقسم الله بانفجار الصبح القمّي قال ليس واو وانّما هو الفجر وليال عشر قال عشر ذي الحجّة.
{ (3) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } وقرىء بالفتح قيل اي الاشياء كلّها شفعها ووترها والقمّي قال الشّفع ركعتان والوتر ركعة قال وفي حديث آخر قال الشّفع الحسن والحسين عليهما السلام والوتر امير المؤمنين عليه السلام.
وفي المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام الشفع يوم التّروية والوتر يوم عرفة.
{ (4) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } قيل اذا يمضي كقوله { وَاللَّيْلِ إذَا اَدْبَر } القمّي قال هي ليلة جمع.
{ (5) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } يعتبره.
القمّي عن الباقر عليه السلام يقول لذي عقل والمقسم عليه محذوف اي ليعذبنّ كما يدلّ عليه ما بعده.
{ (6) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } يعني اولاد عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام قوم هود سمّوا باسم ابيهم كذا قيل.
{ (7) إِرَمَ } عطف بيان لعاد على تقدير مضاف اي سبط ارم واهل ارم { ذاتِ الْعِمَادِ } ذات البناء الرّفيع او القدود الطّوال.
{ (8)الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلاَدِ } قيل كان لعاد ابنان شدّاد وشديد فملكا وقهرا ثم مات شديد فخلص الامر لشدّاد وملك المعمورة ودانت له ملوكها فسمع بذكر الجنّة فبنى على مثالها في بعض صحارى عدن جنّة وسمّاها ارم فلمّا تمّ سار إليها بأهله فلمّا كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا.
{ (9) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرََ } قطعوه واتّخذوا منازل لقوله وتنحتون من الجبال بيوتاً { بِالْوادِ } وادي القرى.
{ (10) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ } مضى الوجه في تسميته بذي الأوتاد في سورة صۤ.
{ (11) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ }.
{ (12) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ } بالكفر والظلم.
{ (13) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ }.
{ (14) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } المكان الذي يترقّب فيه الرّصد.
في المجمع عن امير المؤمنين عليه السلام معناه انّ ربّك قادر على ان يجزي اهل المعاصي جزاءهم.
وعن الصادق عليه السلام قال المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد ويأتي حديث آخر فيه.
{ (15) فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ } اختبره بالغنى واليُسر { فَأَكْرَمَهُ وَنَعََّمَهُ } بالجاه والمال { فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ }.
{ (16) وَأمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ } اختبره بالفقر والتقتير { فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ } فضيّق عليه وقتر.
{ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ } لقصور نظره وسوء فكره فان التقتير قد يؤدّي الى كرامة الدّارين والتوسعة قد تفضي الى قصد الأعداء والانهماك في حبّ الدنيا ولذلك ذمّه على قوليه وردعه كلاّ وقرىء اكرمن واهانن بغير ياء وبالتشديد في قدّر.
{ (17) كَلاَّ بَلْ لاَ تُكرِمُونَ الْيَتِيمَ }.