التفاسير

< >
عرض

وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ
١٠١
وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٠٢
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ لَّهُمْ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
١٠٣
-التوبة

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (101) وَمِمَّنْ حَولَكُم } مّمن حول بلدتكم يعني المدينة { مِنَ الأَعَْرابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمدِينَةِ } عطفٌ عَلى مِّمن حولكم { مََرَدُواْ عَلَى النَّفَاقِ } صفة للمنافقين أي تمهّروا فيه وتمرّنوا { لاَ تَعْلَمُهُمْ } لا تعرفهم بأعيانِهِم وهو تقرير لمهارتهم فيه يعني يخفون عليك مع فطنتك وصدق فراستك لفرط تحاميهم مواقع الشك في أمرهم { نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ } ونطلع على أسرارهم { سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْن } في الجوامع هو ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند قبض أرواحهم وعذاب القبر { ثُمَّ يُرَدُّونَ إلى عَذَابٍ عَظِيمٍ } عذاب النار.
{ (102) وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَءَاخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
القميّ وفي المجمع عن الباقر عليه السلام نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر وقد سبقت قصته عند تفسير
{ { لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } [الآية: 27] من سورة الأنفال.
وفي الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام أولئك قوم مؤمنون يحدثون في إيمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها فاولئك عسى الله أن يتوب عليهم.
والعياشي عنه عليه السلام في هذه الآية قال عسى من الله واجب وانّما نزلت في شيعتنا المذنبين.
وفي رواية أخرى قوماً اجترحوا ذنوباً مثل حمزة وجعفر الطيّار ثم تابوا ثم قال ومن قتل مؤمناً لم يوفّق للتوبة إلاّ أن الله لا يقطع طمع العباد فيه ورجاءهم منه قال هو أو غيره إنّ عى من الله واجب.
{ (103) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً }.
القميّ نزلت حين أطلق أبو لبابة وعرض ما له للتصدّق { تُطَهِّرُهُمْ } الصدقة أو أنت { وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } أي تنسبهم إلى الزّكاءِ والتزكيَة مبالغة في التّطهير وزيادة فيه أو بمعنى الإِنماءِ والبركة في المال { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } وترحّم عليهم بالدّعاءِ لهم بقبول صدقاتهم وغيره { إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ } تسكن إليها نفوسهم وتطمئنّ بها قلوبهم { وَاللهُ سَمِيعٌ } يسمع دعاءك لهم { عَلِيمٌ } يعلم ما يكون منهم.
في المجمع
"عن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صلّ عليهم" .
والعياشي عن الصادق عليه السلام أنّه سئل عن هذه الآية أجارية هي في الأيام بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم قال نعم.
وفي الكافي عنه عليه السلام لمّا نزلت آية الزّكاة { خذ من أموالهم صدقة } وأنزلت في شهر رمضان فأمر رسول الله مناديه فنادى في النّاس إنّ الله فرض عليكم الزّكاة كما فرض عليكم الصلاة ففرض الله عليهم من الذهب والفضّة وفرض عليهم الصّدقة من الإِبل والبقر والغنم ومِنَ الحنطة والشّعير والتّمر والزَّبيب ونادى بهم ذلك في رمضان وعفى لهم عمّا سوى ذلك قال ثم لم يتعرض لشيء من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل فصاموا وأفطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمينَ أيّهَا المسلمون زكّوا أموالكم تقبل صلاتكم قال ثمّ وجّه عمّال الصّدقة وعمّال الطسُوق.