التفاسير

< >
عرض

وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ
١
وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ
٢
وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ
٣
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ
٤
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ
٥
وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ
٦
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ
٧
وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ
٨
وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ
٩
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ
١٠
وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ
١١
-الليل

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } يغشى الشمس أو النهار.
{ (2) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى } ظهر بزوال ظلمة اللّيل.
القمّي عن الباقر عليه السلام قال اللّيل في هذا الموضع الثاني غشي امير المؤمنين عليه السلام في دولته الّتي جرت له عليه وامير المؤمنين عليه السلام يصبر في دولتهم حتّى تنقضي والنهار اذا تجلّى قال النّهار هو القائم عليه السلام منّا اهل البيت عليهم السلام اذا قام غلب دولة الباطل قال والقرآن ضرب فيه الامثال للنّاس وخاطب نبيّه صلّى الله عليه وآله به ونحن فليس يعلمه غيرنا.
{ (3) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى } القمّي انّما يعني والذي خلق الذكر والانثى.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام وخلق الذكر والانثى بغير ما ونسبها الى النبيّ صلّى الله عليه وآله وعليّ بن ابي طالب عليه السلام ايضاً وفي المناقب عن الباقر عليه السلام الذكر امير المؤمنين والانثى فاطمة عليهما السلام.
{ (4) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } انّ مساعيكم لمختلفة القمّي هو جواب القسم قال من منكم من يسعى في الخير ومنكم من يسعى في الشرّ.
{ (5) فَأَمَّا مَنْ أعْطَى } الطاعة { وَاتَّقَى } المعصية.
{ (6) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } بالكلمة الحسنى والمثوبة من الله.
والقمّي عن الصادق عليه السلام قال بالولاية وكذا قال في نظيره الآتي.
{ (7) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى } فسيوفّقه حتّى تكون الطاعة ايسر الامور عليه.
{ (8) وَأمَّا مَنْ بَخِلَ } بما امر به { وَاسْتَغْنَى } بشهوات الدنيا عن نعيم العقبى.
{ (9) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى }.
{ (10) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } فنخذله حتّى تكون الطاعة له أعمر شيء.
{ (11) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذَا تَرَدَّى } اذا هلك القمّي قال
"نزلت في رجل من الانصار كانت له نخلة في دار رجل وكان يدخل عليه بغير اذن فشكا ذلك الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لصاحب النخلة بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنّة فقال لا افعل فقال بعينها بحديقة في الجنّة فقال لا افعل وانصرف فمضى اليه ابو الدّحداح واشتراها منه واتى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال يا رسول الله خذها واجعل لي في الجنّة الحديقة التي قلت لهذا فلم يقبلها فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لك في الجنّة حدائق وحدائق" فأنزل الله في ذلك فأمّا من اعطى واتّقى وصدّق بالحسنى يعني ابا الدحداح الآية.
ورواه في قرب الاسناد عن الرضا عليه السلام وفيه انّ ابا الدحداح اشتراها منه بحائطه وانّه قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله فلك بدلها نخلة في الجنّة قال فامّا من اعطى يعني النّخلة وصدّق بالحسنى يعني بموعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ورواه في المجمع عن ابن عبّاس الاّ انّه قال انّ رجلاً كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال وكان الرجل اذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فربمّا سقطت التمرة فيأخذها صبيان فينزل الرجل من النخلة حتّى يأخذ التمر من ايديهم فان وجدها في فيّ احدهم ادخل اصبعه حتّى يخرج التمرة من فيه فشكا ذلك الرجل الى النبيّ صلّى الله عليه وآله ثم ساق الحديث إلى أن قال فاشتراها منه أبو الدحداح بأربعين نخلة فذهب إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله انّ النخلة قد صارت لي فهي لك فذهب رسول الله صلّى الله عليه وآله الى صاحب الدار فقال له النخلة لك ولعيالك فأنزل الله واللّيل اذا يغشى السّورة.
وفي الكافي والجوامع عن الباقر عليه السلام فامّا من اعطى ممّا اتاه الله واتّقى وصدّق بالحسنى اي بأنّ الله يعطي بالواحد عشراً الى مأة الف فما زاد فَسَنُيَسِّرُهُ لليُسرى لا يريد شيئاً من الخير الاّ يسّر الله له وامّا من بخل بما اتاه الله وكذّب بالحسنى بانّ الله يعطي بالواحد عشراً الى مأة الف فَسَيُنَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى لا يريد شيئاً من الشرّ الاّ يسّر له وما يغني عنه ماله اذا تردّى قال والله ما تردّى من جبل ولا من حائط ولا في بئر ولكن تردّى في نار جهنّم.
وفي المناقب عنه عليه السلام فامّا من اعطى واتّقى اثر بقوته وصام حتّى وفى بنذره وتصدّق بخاتمه وهو راكع وآثر المقداد بالدنيا على نفسه وصدّق بالحسنى وهي الجنّة والثواب من الله فسيسّره لذلك بأن جعله اماماً في الخير وقدوة واباً للأئمّة عليهم السلام يسّره الله لليسرى.