التفاسير

< >
عرض

وَٱلضُّحَىٰ
١
وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ
٢
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
٣
وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ
٤
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ
٥
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ
٦
وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ
٧
وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ
٨
-الضحى

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) وَالضُّحَى } اقسم بوقت ارتفاع الشمس.
{ (2) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى } وبالليل اذا سكن اهله وركد ظلامه.
{ (3) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ } ما قطعك قطع المودّع.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ما وَدَعك بالتخفيف بمعنى ما تركك { وَمَا قَلَى } وما ابغضك.
القمّي عن الباقر عليه السلام وذلك انّ جبرئيل ابطأ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وانّه كانت اوّل سورة نزلت اقرأ باسم ربّك الذي خلق ثم ابطأ عليه فقالت خديجة لعلّ ربّك قد تركك فلا يرسل اليك فأنزل الله تبارك وتعالى ما ودعك ربّك وما قلى وفي الجوامع روي انّ الوحي قد احتبس عنه ايّاماً فقال المشركون انّ محمداً صلّى الله عليه وآله ودّعه ربّه وقلاه فنزلت.
{ (4) وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولى } القمّي عن الصادق عليه السلام قال يعني الكرّة.
{ (5) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } قال يعطيك من الجنّة حتّى ترضى.
وفي المجمع عنه عليه السلام قال دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله على فاطمة وعليها كساء من ثلّة الابل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت عينا رسول الله صلّى الله عليه وآله لمّا ابصرها فقال يا بنتاه تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة فقد انزل الله عليَّ ولسوف يعطيك ربّك فترضى.
وفي المناقب عنه عليه السلام مثله وفيه بعد قوله بحلاوة الآخرة فقالت يا رسول الله الحمد لله على نعمائه والشكر على آلآئه فأنزل الله ولسوف يعيطك ربّك فترضى.
وفي المجمع قال الصادق عليه السلام رضي جدّي ان لا يبقى في النار موحّد وعن محمدّ بن عليّ ابن الحنفيّة انّه قال يا اهل العراق تزعمون انّ أَرجى آية في كتاب الله تعالى يا عِبادي الذي اسرفوا الآية وانّا اهل البيت نقول ارجى آية في كتاب الله عزّ وجلّ ولسوف يعيطك ربّك فترضى هي والله الشفاعة ليعطينا في اهل لا اله الاّ الله حتّى يقول ربيّ رضيت.
{ (6) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوَى }.
{ (7) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى }.
{ (8) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } تعديد لما انعم عليه تنبيهاً على انه كما حسن اليه فيما مضى يحسن فيما يستقبل ومعناه في الظاهر ظاهر.
والعيّاشي عن الرضا عليه السلام يتيماً فرداً لا مثل لك في المخلوقين فآوى النّاس اليك وضالاً في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم اليك وعائلاً تعول اقواماً بالعلم فاغناهم الله بك.
والقمّي عن احدهما عليهما السلام ما في معناه والقمّي قال اليتيم الذي لا مثل له ولذلك سمّيت الدّّرة اليتيمة لأنّه لا مثل لها فوجدك عائلاً فأغنى قال فاغناك بالوحي فلا تسأل عن شيء احداً ووجدك ضالاً فهدى قال وجدك ضالاًّ في قوم لا يعرفون فضل نبوّتك فهداهم الله بك.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام في حديث عصمة الانبياء عليهم السلام الم يجدك يتيماً فآوى يقول الم يجدك وحيداً فاوى اليك الناس ووجدك ضالاّ يعني عند قومك فهدى اي هداهم الله الى معرفتك ووجدك عائلاً فأغنى يقول بأن جعل دعاءك مستجاباً.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله منّ عليّ ربّي وهو اهل المنّ وسئل الصادق عليه السلام لم اوتم النبيّ صلّى الله عليه وآله عن ابويه فقال لئلاّ يكون لمخلوق عليه حقّ.