التفاسير

< >
عرض

وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ
١
وَطُورِ سِينِينَ
٢
وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ
٣
لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
٤
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
٥
إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٦
فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ
٧
أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ
٨
-التين

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } قيل خصهما من الثمار بالقسم لأنّ التين فاكهة طيّبة لا فضلة له وغذاء لطيف سريع الهضم ودواء كثير النفع فانّه يليّن الطّبع ويحلل البلغم ويطهر الكليتين ويزيل رمل المثانة ويفتح سدّة الكبد والطحال ويسمن البدن وفي الحديث انّه يقطع البواسير وينفع من النقرس والزيتون فاكهة وادام ودواء وله دهن لطيف كثير المنافع.
{ (2) وَطُورِ سِينِينَ } قيل يعني به الجبل الذي ناجى عليه موسى ربّه وسينين وسيناء اسمان للموضع الذي هو فيه.
{ (3) وَهذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ } اي الآمن يعني مكّة.
وفي الخصال والمعاني عن الكاظم عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله انّ الله تبارك وتعالى اختار من البلدان اربعة فقال تعالى والتّين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين فالتّين المدينة والزيتون البيت المقدّس وطور سنين الكوفة وهذا البلد الامين مكّة والقمّي قال التّين رسول الله صلّى الله عليه وآله والزّيتون امير المؤمنين عليه السلام وطور سينين الحسن والحسين عليهما السلام وهذا البلد الأمين الأئمّة عليهم السلام.
وفي المناقب عن الكاظم عليه السلام التين والزيتون الحسن والحسين عليهما السلام وطور سينا عليّ بن ابي طالب عليه السلام وهذا البلد الأمين محمّد صلّى الله عليه وآله.
{ (4) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } بأن خصّ بانتصاب القامة وحسن الصورة واستجماع خواصّ الكائنات ونظاير ساير الموجودات.
{ (5) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } قيل بأن جعلناه من اهل النّار القمّي نزلت في الأوّل.
وفي المناقب عن الكاظم عليه السلام قال الانسان الأوّل ثم رددناه اسفل سافلين ببغضه امير المؤمنين عليه السلام.
{ (6) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قال علي بن أبي طالب عليه السلام.
{ (7) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ } فأيّ شيء يكذّبك يا محمّد دلالة او نطقاً بعد ظهور هذه الدلائل كذا قيل { بِالدِّينِ } في حديث المناقب بولاية عليّ بن ابي طالب عليه السلام وقيل بالجزاء القمّي الاّ الّذين آمنوا قال ذاك امير المؤمنين عليه السلام بالدّين قال بأمير المؤمنين عليه السلام فلهم اجر غير ممنون اي لا يمنّ عليهم به.
{ (8) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } تحقيق لما سبق يعني اليس الذي فعل ذلك من الخلق والردّ بأحكم الحاكمين صنعاً وتدبيراً ومن كان كذلك كان قادراً على الاعادة والجزاء.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وفي العيون عن الرضا عليه السلام انّهما قالا عند الفراغ منها بلى وآنَا عَلى ذلك من الشاهِدين.
وفي الخصال مثله عن امير المؤمنين عليه السلام فيما علّم به اصحابه.
في ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام من قرأ والتّين في فرائضه ونوافله اعطي من الجنّة حيث يرضى.