التفاسير

< >
عرض

ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ
١
خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ
٢
ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ
٣
ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ
٤
عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
٥
كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
٦
أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ
٧
إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ
٨
أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ
٩
عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ
١٠
أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ
١١
أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ
١٢
أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
١٣
أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ
١٤
كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ
١٥
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
١٦
-العلق

الصافي في تفسير كلام الله الوافي

{ (1) اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } خلق جميع المخلوقات على مقتضى حكمته واخرجهم من العدم الى الوجود بكمال قدرته.
والقمّي عن الباقر عليه السلام انّها اوّل سورة نزلت قال نزل جبرئيل على محمّد صلّى الله عليه وآله فقال يا محمّد اقرأ قال وما اقرأ قال اقرأ باسم ربّك الّذي خلق يعني خلق نورك القديم قبل الاشياء.
{ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } من دم جامد بعد النّطفة.
{ (3) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ }.
{ (4) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ } القمّي قال علّم الانسان بالكتابة التي بها تتمُّ امور الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها.
{ (5) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } من انواع الهدى والبيان.
والقمّي عن الباقر عليه السلام قال يعني علّم عليّاً من الكتابة لك ما لم يعلم قبل ذلك قيل عدّد سبحانه مبدأ الانسان ومنتهاه اظهاراً لما أنعم عليه من نقله من اخسّ المراتب الى اعلاها تقريراً لربوبيّته وتحقيقاً لأكرميّته.
{ (6) كَلاَّ } ردع لمن كفر بنعمة الله لطغيانه { إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى }.
{ (7) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } اي رأى نفسه مستغنية القمّي قال انّ الانسان اذا استغنى يكفر ويطغى وينكر الى ربّه الرجعى.
{ (8) إِنَّ إلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } الخطاب للانسان على الالتفات تهديداً وتحذيراً من عاقبة الطغيان.
{ (9) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى }.
{ (10) عَبْداً إِذَا صَلَّى } ماذا يكون جزاؤه وما يكون حاله القمّي قال كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة وان يطاع الله ورسوله فقال ارأيت الذي ينهى عبداً اذا صلّى وفي المجمع جاء في الحديث انّ ابا جهل قال هل يعفّر محمّد وجهه بين اظهركم قالوا نعم قال فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته فقيل ها هو ذلك يصلّى فانطلق ليطأن على رقبته فما جاءهم الاّ وهو ينكص على عقبيه ويتّقي بيديه فقالوا ما لك يا ابا الحكم قال انّ بيني وبينه خندقاً من نار وهولا واجنحة وقال نبيّ الله والذي نفسي بيده لو دنا منّي لاختطفته الملائكة عضواً عضواً فأنزل الله سبحانه ارأيت الذي ينهى الى آخر السورة.
{ (11) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى } يعني العبد المنهي عن الصلاة وهو محمّد صلّى الله عليه وآله.
{ (12) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى } عن الشرك يعني امر بالاخلاص والتوحيد ومخافة الله تعالى كيف يكون حال من ينهاه عن الصلاة ويزجره عنها.
{ (13) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ } من ينهاه { وَتَوَلَّى } عن الايمان واعرض عن قبوله والاصغاء اليه ما الذي يستحقّ بذلك من العقاب.
{ (14) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } ما يفعله ويعلم ما يصنعه.
{ (15) كَلاَّ } ردع للنّاهي { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ } عمّا هو فيه { لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ } لنأخذن بناصيته ولنسحبنه بها الى النار السّفع القبض على الشيء وجذبه بشدّة.
{ (16) نَاصِيَةٍ كاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }.