التفاسير

< >
عرض

دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٠
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ } مستأنف او حال من جنّات النّعيم او من المؤمنين على التّرادف او التّداخل { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ان هى المخفّفة. اعلم، انّ فى الآية اشارة اجماليّة الى درجات المؤمنين ومقامات السّالكين فانّ، آمنوا اشارة الى البيعة الاسلاميّة، وعملوا الصّالحات الى البيعة الايمانيّة والاعمال القالبيّة والقلبيّة او المجموع الى البيعة النّبويّة والاعمال القالبيّة، ويهديهم الى البيعة الولويّة الايمانيّة والاعمال القلبيّة والسّلوك من مقام النّفس الى مرتبة القلب، وتجرى من تحتهم الانهار اشارة الى سيرهم فوق مرتبة القلب فى مراتب الرّوح والعقل، ودعويهم فيها سبحانك اللّهمّ اشارة الى انتهاء سيرهم وآخر مراتب فناءهم وهو فناؤهم عن ذواتهم وعن فنائها، وتحيّتهم فيها سلام اشارة الى بقاءهم بالله فى الله من غير صحو وبقاء فانّ فيه السّلامة على الاطلاق { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } اشارة الى حشرهم الى اسم الرّحمن وبقاءهم بالله فى الخلق لتكميل الغير، وبعبارة اخرى اشارة الى اسفارهم الاربعة اى السّفر من الخلق الى الحقّ بقوله: آمنوا وعملوا الصّالحات، والسّفر من الحقّ الى الحقّ بقوله: يديهم (الى) سبحانك الّلهمّ، والسّفر فى الحقّ بقوله تحيّتهم فيها سلام، والسّفر بالحقّ فى الخلق بقوله وآخر دعواهم، رزقنا الله وجميع المؤمنين.