التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٢
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ } حال كونه على جنبه فاللاّم بمعنى على والمقصود مطلق القاء البدن على الارض سواء كان على الجنب او الظّهر او الوجه ويعبّر بالالقاء على الجنب عن مطلق احوال الالقاء كثيراً فى العرب والعجم { أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً } اى فى جملة الاحوال فلفظة او لتفصيل الاحوال { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ } كان المناسب ان يقول فاذا كشفنا حتّى يصحّ تعقيبه للشّرط المستقبل لكنّه ادّاه بالشّرط الماضى اشارة الى انّ مسيس الضّرّ والدّعاء عقيبه سجيّة للانسان مستغرق للماضى والمستقبل كأنّه قال: اذا مسّ الانسان الضّرّ دعانا وقد مسّه الضّرّ فدعانا فلمّا كشفنا عنه ضرّه { مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ } كناية عن اعراضه وعدم عنايته بشأن من كان محتاجاً اليه ومتنعّماً به وقد صار هذه العبارة مثلاً فى العرب والعجم فى هذا المعنى اذا ذكر بعده ما يدلّ على تشبيه حال المحتاج بغير المحتاج { كَذٰلِكَ } اى مثل ما زيّن للمكشوفى الضّرّ اعمالهم حتّى لا يبالوا بمن دعوه لكشفه وغفلوا عنه { زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من اتّباع الشّهوات والانهماك فيها حتّى وقعوا فى الغفلات.