التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ
١٣
ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
١٤
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
١٥
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } انفسهم بالغفلة وعدم المبالاة بسخط الله ومكره وهو تهديد للغافلين { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } فما اكترثوا بهم وببيّناتهم لغاية غفلتهم { وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } لغاية غفلتهم وانهماكم فى الشّهوات لتزيين الشّيطان لهم اعمالهم الشّهويّة { كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ } اى خلائف لنا او للاسلاف { فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ } وهم الواقعون فى جهنّام النّفس والنّفس كالمرأة الخبيثة لا ترضى بوضع يحصل لها وتتمنّى دائماً غير الوضع الّذى هو حاصل لها وهؤلاء باقتضاء فطرة النّفس سئلوا تبديل القرآن { أَوْ بَدِّلْهُ } يعنى اترك هذا القرآن وائت بمكانه قرآناً نرتضيه، او غيّره بتبديل ما لا نرتضيه الى ما نرتضيه { قُلْ مَا يَكُونُ } ما يصحّ { لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ } اى اغيّره بترك اصله او بتدبيل آياته او اقتصر على الامتناع عن التّبديل ليدلّ على انّ تركه اصلاً اولى بالامتناع { مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ } بدون امر ربّى { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ } يعنى ليس لى نفسيّة وامر نفسٍ واتّباع لامر النّفس لانّ شأنى واتّباعى مقصور على امر ربّى { إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } جواب سؤال عن العلّة وتعريض بهم حيث يعصون ولا يخافون.