التفاسير

< >
عرض

بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ
٣٩
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ } انكروا ما لم يعلموا شبّه العلم الكامل بالشّيء بشيءٍ محاط من جميع جوانبه بحيث لم يشذّ عن المحيط شيءٌ منه، ففيه اشعار بانّ انكار ما لم يعلم بطلانه علماً يقينيّاً عيانيّاً او برهانيّاً او سماعيّاً بتقليد من يعلم صدقه كذلك مذموم، فانكار بعضٍ على من لم يروه موافقاً لعاداتهم ورسومهم وتسميته حميّة للدّين وحفظاً للاسلام وعقائد المسلمين ليس فى محلّه { وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } يعنى انكروا ما لم يعلموا وما لم يعاينوا مصاديقه فيشاهدوا بطلانه فهو عطف على لم يحيطوا او على كذّبوا او حال، ويجوز ان يكون المراد تهديدهم باتيان مصاديق ما فى القرآن او ما فى اخبار النّبىّ (ص) او ما فى الاخبار بولاية علىّ (ع) او المراد بما لم يحيطوا بعلمه القرآن او النّبوّة وبتأويله الولاية فانّها ما يؤل اليه القرآن والنّبوّة لانّهما صورتاها { كَذَلِكَ } التّكذيب من غير علمٍ وعيانٍ { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الامم السّالفة المعاقبة فى الدّنيا { فَٱنْظُرْ } بايّاك اعنى واسمعى يا جارة او هو (ص) مقصود بالخطاب اصالة وغيره تبعاً والغرض تسليته عن تكذيب قومه وتهديد القوم عن تكذيبه { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } اى عاقبتهم والتّعبير بالظّاهر لذمّ آخر.