التفاسير

< >
عرض

وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ
٤٢
وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ
٤٣
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } ردّاً واستهزاءً، او لسماع المقصود منك { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ } حال بتقدير القول او جواب عن سؤال مقدّرٍ كأنّه (ص) قال: فما شأنهم لا يسمعون المقصود منّى؟ - فقال: شأنهم ان يقال أفأنت تسمع الصّمّ يعنى انّ آذانهم الانسانيّة صمّ عن سماع ما يسمعه الانسان ولا عقل لهم حتّى يمكن الافهام بالاشارة ونحوه فهم كالبهائم ولذا قال { وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ } ويشاهد منك بيّنات صدقك وصدق كتابك لكنّهم عمى عن مشاهدة آثار الصّدق ودلالة دوالّه { أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ } الى مشاهدة آثار الرّبوبيّة والآخرة { وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ } ببصيرة عقليّة يعنى ان كان لهم بصيرة يمكن افهام آثار الرّبوبيّة ولو لم يكن بصر لهم لكنّهم عمى وغير ذوى بصيرة والآية كالعلّة للاعراض والمتاركة.