التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
٥٧
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ } دعوة من الشّرور الى الخيرات { مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ } من وساوس الشّيطان ولمّات النّفس واهويتها لمن استشفى به { وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } والمراد القرآن فانّه موعظة وشفاء وهداية ورحمة اطلق الاوّلين لانّ الموعظة عامّة لمن اتّعظ ومن لم يتّعظ وكذا الشّفاء لكن لا ينتفع بهما الاّ من اتّعظ واستشفى، وقيّد الثّانيّين لاختصاصهما بالمؤمنين وعدم تعلّقهما بغيرهم وحقيقة الموعظة هى الرّسالة واحكامها لتعلّقها بالقوالب والظّواهر وعمومها لكلّ الخلق، وحقيقة الشّفاء النّبوّة لتعلّقها بالصّدور وعمومها ايضاً وحقيقة الهدى والرّحمة الولاية لانّ الرّسالة والنّبوّة سبب لايقاظ الخلق من الغفلة وتنبيههم على الحيرة والضّلالة ليس فيهما من حيث انفسهما هداية ولا رحمة، والولاية سبب لاراءة الطّريق وايصال الضّالّ المتحيّر بعد تنبّهه بضلاله وتحيّره الى الطّريق، وبعد الوصول الى الطّريق موجبة لنزول الرّحمة آنا فآناً عليه، ولمّا كان القرآن صورة للكلّ صحّ جعل الاوصاف كلّها اوصافاً له فصحّ التّفسير بالقرآن، كما صحّ جعل الاوصاف لموصوفاتٍ متعدّدةٍ كما ذكرنا والتّفسير بها.