التفاسير

< >
عرض

قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
٥٨
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ } تبجّحاً وسروراً { بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ } قد مرّ مراراً انّ فضل الله هو الرّسالة والنّبوّة اللّتان هما صورة الولاية والرّحمة هى الولاية، ولمّا كان النّبوّة والولاية من شؤن النّبىّ (ص) والولىّ (ع) ومتّحدتان معهما صحّ تفسيرهما بمحمّد (ص) وعلىّ (ع) { فَبِذَلِكَ } الفاء للعطف واسم الاشارة اشارة الى المذكور من الفضل والرّحمة ولمّا كان التّبجّح مقتضيا لتطويل ما يتبجّح به وتكريره والمبالغة فيه اتى بالفاء العاطفة لما بعدها على مغاير الدّالة على تعقيب ما بعدها لما قبلها بين المتّحدين اشارة الى انّ ما بعدها وان كان متّحداً مع ما قبلها لكنّه مغاير له باعتبار المبالغة والاشتداد فى الدّاعى للكلام، وهو التّبجّح او الغرض المسوق له الكلام وهو ايضاً فرح المبشّرين فكأنّه عطف مغاير بالّذات ولذلك الاقتضاء كرّر الجارّ { فَلْيَفْرَحُواْ } هذه الفاء امّا زائدة او بتوهّم امّا وبتقديره او عاطفة على محذوف مفسّر بما بعدها هو ابلغ كلام فى الدّلالة على اشتداد تبجّح المتكلّم وعلى المبالغة فى المقصود { هُوَ } اى المذكور من الفضل والرّحمة واتى باسم الاشارة والضّمير مفردين للاشارة الى اتّحادهما حقيقة { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } من صورة القرآن فانّهما ممّا يجمعونه بايديهم ثمّ يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله لجمعهم ايّاها وتصرّفهم فيها بآرائهم الفاسدة بخلاف الفضل والرّحمة فانّهما لا قدرة لهم على التّصرّف فيهما لانّهما ممّا لا يمسّه الاّ المطهّرون او ممّا يجمعون من حطام الدّنيا.