التفاسير

< >
عرض

وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ
٦٠
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ظرف مستقرّ حال من لفظة ما فانّه مفعول للظّنّ معنىً وفى معنى الحدث، وامّا تعلّقه بالظّنّ فانّه يفيد خلاف المقصود لانّ المقصود تهديدهم على اعتقادهم الحاصل المستتبع لاعمال منافية لاعتقاد الجزاء يوم القيامة، وتعلّقه بيفترون ايضاً مفسد للمعنى والمعنى، اىّ جزاءٍ مظنون الّذين يفترون على الله حال كونه ثابتاً يوم القيامة؟ او ظرف لغو بتقدير فى او اللاّم ومتعلّق بالظّنّ او بيفترون والمعنى، اىّ شيءٍ ظنّ الّذين يفترون فى حقّ يوم القيامة او ليوم القيامة؟ وقرئ ظنّ بلفظ الماضى وهذه الكلمة فى المبالغة والتّشديد فى التّهديد صارت كالمثل فى العرب والعجم، ولمّا بالغ فى التّهديد فى المتصرّفين بآرائهم فى احكام الله وقل من ينفكّ عن التّصرّف فى احكام الله قالاً او حالاً فى الصّغير او فى الكبير وصار المقام قريباً من مقام اليأس والمطلوب مزج الخوف مع الرّجاء حتّى لا يترك العاصى الاستغفار ولا يغتّر الرّاجى، فرض سؤالاً عن فضله تعالى ورحمته فأجاب بقوله { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } ما يتفضّل به عليهم وبعضهم يكفرون والاقلّ منهم يشكرون.