التفاسير

< >
عرض

لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٦٤
-يونس

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } اعلم، انّ الولىّ يطلق على معانٍ منها المحبّ والصّديق والقريب بمعنى ذى القرابة والقريب ضدّ البعيد ومنها النّصير والولىّ فى التّصرّف بمعنى الاولى بالتّصرّف والسّلطان والمالك، وولىّ الله قد يطلق ويراد به من قبل الدّعوة الباطنة ودخل الايمان فى قلبه بالبيعة الخاصّة الولويّة باعتبار الصّنف الاوّل من معانيه، وقد يطلق ويراد به الولىّ من الله باعتبار الصّنف الثّانى من معانيه والاولياء بالاطلاق الثّانى هم الانبياء واوصياؤهم الكاملون المكمّلون، وبالاطلاق الاوّل شيعتهم واتباعهم الّذين قبلوا ولايتهم، ولهم مراتب من اوّل دخولهم فى الايمان وتدرّجهم فى مدارج التّقوى والايقان الى ان انتهوا فى التّقوى الى فنائهم من ذواتهم بحيث تحقّقوا فى المحبّة وكانوا لا فرق بينهم وبين حبيبهم وكلّما ازداد مراتب تقواهم ومحبّتهم كان اطلاق الاولياء عليهم اولى، ولذلك اختلف الاخبار فى تفسير اولياء الله وكذا فى تفسير بشريهم فى الدّنيا بانّها الرّؤيا الحسنة الّتى يراها المؤمن او يراها غيره له وبأنّها تحديث الملائكة مطلقاً او تبشريهم عند الموت او تبشير محمّد (ص) وعلىّ (ع) لهم عند الموت { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } تأكيد لتحقّق البشرى لهم { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } اى كونهم مبشّرين مع عدم تبدّله.